يكتبه: د. رجب العويسي|
يطرح تناولنا للموضوع التساؤل: هل ما بات مرغوبا لدى المروجين ومشاهير الإعلانات والدعاية التجارية لمساحيق البشرة ومنتجات التجميل والملابس والاحذية والعطور، وغيرها؛ مقبولا عندما يتعلق الأمر بالوطن والسياحة والهوية؟.
فمع إيماننا بدور الفضاءات المفتوحة في التسويق السياحي؛ إلا أن ما يحصل في منصات التواصل الاجتماعي وبشكل خاص ” السناب شات” والانستجرام والتوك توك واليوتيوب من بعض المروجين للسياحة بات يسئ لهذه المنصات كما يسيء الأدب للهوية والفضيلة والأخلاق، في رسم صورة مشوهة غايتها، سرقة الأضواء وفراغ المحتوى، وخداع المظاهر، والمنافسات الجسدية العارية على حساب الجسد والقيم والأخلاق والهوية، وخروج عن المألوف من الطباع واللباس وغياب الستر والاحتشام وضياح الخجل.
في العرف السياحي العام بأن الترويج للسياحة لا يبرر تشويه القيم، والسياحة التي تمتلك فرص التأثير والاحتواء هي التي تصاحبها معايير الذوق ومعاني التقدير والاحترام للوطن ومبادئه وأخلاقه وهويته وقيمه، إذ بالتزام المروجين والمشاهير هذا المسار، فإنهم يمارسون دور التأثير الإيجابي المتوازن القائم على كفاءة المحتوى وعمق المادة الترويجية وسلاستها وبساطها وابتعادها عن التكلف والتصنع الشكلي.
من هنا نعتقد بأن أي ترويج للسياحة في سلطنة عمان ينبغي أن يضبط في إطار المبادئ والثوابت الوطنية، وتفعيل نظم المتابعة والرقابة على الإنتاج الإعلامي السياحي، مما بات يمجد هذا المسار ويصنع له حضوره، ويشترط التعاقد فيه مع بعض المروجين هذه المساحة من الخروج عن النص، منعا من تطاول المروجين على القيم الحضارية بدافع الحصول على المال أو الشهرة، والارتماء في أحضان الاغراء والاغواء الجسدي بحجة امتاع الجمهور والحصول على أكبر عدد من المتابعين أو سرعة تداول وانتشار هذه المقاطع بين مختلف الأعمار والفئات.
أخيرا، فإن السياحة العمانية أصيلة تقاوم صدأ التشوية، ولا تنضج من خلال خلل في المحتوى الترويجي؛ بل تبقى الحشمة والوقار الذي يلاصق شخصية المروّج طريق القوة في إعادة توجيه الصورة بروح إنسانية راقية، وتصوير الموقف السياحي في إطار حيويته وروح التغيير التي يُسقطها على حياة السائح، وسيمفونية التجديد التي يؤصلها في ظل فرص الاستجمام بقضاء أجمل الأوقات برفقه العائلة أو الأصدقاء في أجواء خريفية جميلة، حاملة معها الأمان النفس والسلام الداخلي.