مدينة “أفسس” التركية الأثرية تروي حكاية قرون من التاريخ

إسطنبول – العُمانية|

تعد مدينة “أفسس” التاريخية القديمة واحدة من أعظم المُدن الإغريقية في بلاد الأناضول، وهي من بين المدن القليلة في العالم التي حافظت على طابعها التاريخي والعمراني والثقافي باحتوائها على الأنشطة التجارية والسياسية في العصور القديمة، إضافة لاحتوائها على هيكل آرتميس إحدى عجائب الدنيا السبع.

و”أفسس” باللغة اليونانية تعني المرغوبة وهي تقع عند نهر كيستر الذي يصب في بحر إيجة مباشرة، ويبلغ تعداد السكان بها حوالي 255 ألف نسمة موزعة على مساحتها الكلية.

وتعد المدينة التي تأسست في العصر الحجري الحديث، واحدة من أعظم المُدن الإغريقية القديمة في الأناضول، والتي شهدت نشاطًا بشريًّا مهمًّا خلال الفترات الهلنستية والرومانية والبيزنطية والإمارات التركمانية في الأناضول والعهد العثماني.

وتصطحب مدينة “أفسس” بإزمير التركية التي يرجع تاريخ بنائها إلى نحو 7000 قبل الميلاد والمدرجة في قائمة التراث العالمي لليونسكو، زوارها في رحلة غنية عبر التاريخ، حيث المسرح الضخم ومعبد “هارديان” ومكتبة “سيلسوس” المكونة من طابقين بُنيت لتضم 12 ألف مخطوطة، فضلًا عن أربعة تماثيل الأول يرمز للحكمة والثاني إلى الفضيلة والثالث إلى المعرفة والرابع إلى الفكر.

ويقول حسن يلماز المسؤول بمديرية الثقافة والسياحة التركية: إن مدينة “أفسس” أحد أهم موانئ العالم القديم وموقع لأقدم الآثار في تركيا، ويُوفِّر تصورًا كاملًا لِما كانت عليه المدينة الرومانية القديمة منذ نحو ألفي عام.

وأضاف: أكثر ما يُميِّز هذه المدينة التاريخية هي مكتبة “سيلسوس”، وهي مسرح روماني خاض فيه المصارعون معارك شرسة، بالإضافة إلى قصور التلال للأثرياء في أفسس القديمة الغنية باللوحات الجدارية ذات الألوان والأنماط الزاهية.

ووضح أنه يمكن رؤية بعض الأعمدة من معبد أرتميس الشهير حتى اليوم الذي يعد إحدى عجائب الدنيا السبع الأصلية، وقد جذب المعجبين من جميع أنحاء البحر الأبيض المتوسط القديم. أما بيت مريم العذراء – كنيسة صغيرة على بُعد 7 كيلومترات من أفسس – فهو مكان للحج المسيحي منذ القرن الخامس الميلادي.

وازدادت مدينة “أفسس” الأثرية بولاية إزمير غرب تركيا خلال الأيام الأخيرة الماضية جمالًا بعد إضاءتها ليلًا عبر أنظمة خاصة.

جدير بالذكر أن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “يونسكو” أدرجت مدينة “أفسس” ضمن لائحة التراث الثقافي العالمي عام 2015؛ لاحتوائها على مخزون واسع من الآثار التاريخية والثقافية التي تعود إلى 6 آلاف و500 عام قبل الميلاد.

ولا يشمل ما أُدرج في لائحة التراث العالمي بالمنطقة المدينة الأثرية فحسب، بل تضم 4 مناطق هي: “أفسس” الأثرية، وتل “تشوكور إيجي”، وهضبة “آيا صولوك”، ودير مريم العذراء.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*