مسقط – العُمانية|
تحتفل سلطنة عُمان غدا بأول أيام عيد الفطر السعيد بعد صيام شهر رمضان المبارك، شهر الرحمة والغفران.
وتُظهر الاحتفالات بعيد الفطر السعيد في سلطنة عُمان العادات والتقاليد والقيم الثقافية والدينية، التي يبدأ الاستعداد لها من خلال إقامة الأسواق “الهبطات” في مختلف المحافظات التي توفر الاحتياجات والمستلزمات المستخدمة في أيام العيد.
وبعد أداء المواطنين والمقيمين صلاة العيد، يتبادلون التهاني والتبريكات والزيارات الأهلية، بالإضافة إلى تنفيذ مجموعة من الأنشطة الاجتماعية والثقافية، ويشكّل حضور المأكولات العُمانية جزءًا من مظاهر احتفالات العيد، مثل: الحلوى العُمانية والعرسية والهريس، كما يتبادل الجيران والعائلات المأكولات التقليدية مثل الشواء والحلويات الخاصة.
كما تشكّل الفنون الشعبية المغناة جزءا من الاحتفالات بالعيد في مختلف محافظات وولايات سلطنة عُمان، ويتغنى أبناؤها بالعديد من اللوحات الفنية الجميلة، مثل: فن “الرزحة” و” العازي” و”الهبوت” و”البرعة” و” الندبة” و”الرواح”.
وللأطفال نصيب من فرحة العيد السعيد؛ إذ يعبّرون عن فرحتهم بطريقتهم الخاصة بارتدائهم الملابس الجديدة والتوجه لأخذ “عيديتهم” من أهلهم وذويهم وأقاربهم كلّ بطريقته وأسلوبه الخاص، فمنهم من يشتري الألعاب ومنهم من يشتري الحلويات وغيرها.
ويقول هلال بن علي الهاشمي من أهالي ولاية الرستاق بمحافظة جنوب الباطنة إن مظاهر العيد تتعدد في ولاية الرستاق، فقبل العيد بيوم تنتشر فرق توزيع زكاة الفطر “فطرة الأبدان”، إذ يقوم الأطفال والمتطوعون بتوزيع المواد الاستهلاكية ويقوم البعض الآخر بتوزيع النقود، مضيفًا أن أيام العيد تحمل العديد من مظاهر البهجة والسرور كتجمع الأهالي لتناول العرسية والحلوى العُمانية، وتجهيز الشواء العُماني، وأداء صلاة العيد، وزيارة الأهل والجيران وتوزيع العيدية للأطفال.
ويشير سامي بن محمد الإسماعيلي من سكان ولاية نزوى بمحافظة الداخلية إلى أن الاستعدادات تبدأ من خلال تجهيز مستلزمات العيد مثل الملابس وشراء الحلوى العُمانية، والبهارات، والمكسرات و”الخصف” لوضع لحم الشواء بداخله،لافتًا إلى أن الأهالي يستفتحون أول أيام العيد بأكل العرسية قبل الذهاب لأداء صلاة العيد، وبعدها يبدأ “العيود” حيث تتنوع فيه الفقرات، مثل: الفنون الشعبية، والحلويات الشعبية كالقشاط والحلوى والمعجنات وألعاب الأطفال.
وأوضح أن من أبرز الأنشطة في “العيود” فن الرزحة والعازي، الذين يؤديان بالأهازيج والكلمات الشعرية الملحنة والمصحوبة بقرع الطبول بألحان متناسقة مع الكلمات وهز السيوف المتناغمة مع حركة الجميع، وتختتم بالعازي.
ويعبر علي بن راشد المعمري من ولاية صحار بمحافظة شمال الباطنة عن جمال مظاهر العيد، التي تتمثل في تجمع الجيران في مجلس عام لتناول أول فطور في يوم العيد، فيعيش الجميع أجواء السعادة والفرح وتبادل التهاني بهذه المناسبة الإيمانية السعيدة على قلوب الجميع.
ووصف محمد بن راشد الفليتي من سكان ولاية خصب بمحافظة مسندم مظاهر عيد الفطر بأنها “بهجة للنفس” تجدد العلاقات وتقوّي الروابط بين أفراد المجتمع، وتكثر فيها الزيارات بين الأقارب والجيران؛ ما يبعث البهجة والسرور في نفوس أبناء المجتمع، ويقوّي الترابط والتكاتف بين الجميع.
وقال أحمد بن سليمان الشحي من سكان ولاية دبا بمحافظة مسندم إن ما يميز عيد الفطر هو إخراج زكاة الفطر؛ إذ يقوم رب الأسرة بإخراج زكاة الأبدان أو ما تسمى باللهجة المحلية “الفطرة”، وهي عبارة عن صاع من الأرز عن كل فرد من أفراد المنزل، ويتم توزيعها على الفقراء والمحتاجين.
وأضاف أنه في صباح يوم العيد يذهب جميع أفراد الأسرة لأداء صلاة العيد في مصليات الأعياد الخاصة، ثم تبدأ الزيارات بمنزل أكبر أفراد الأسرة حيث يتجمع جميع أفراد الأسرة لتبادل التهاني وتناول المأكولات الشعبية كالأرز واللحم، والعرسية، والهريس، ويليه زيارة المعارف والأصدقاء وتهنئتهم، وتوزيع “العيدية”.
من جانبه قال الشيخ عادل بن سعيد اليافعي إنّ عيد الفطر المبارك يُعد مناسبة دينية، وفرحة كبيرة للأهالي والأبناء في مختلف ولايات ومحافظات سلطنة عُمان، خاصة أنه يأتي بعد شهر العبادة والطاعة لله سبحانه وتعالى.
وأضاف أن محافظة ظفار كمثيلاتها من المحافظات في سلطنة عُمان تستقبل هذه المناسبة من خلال التجهيز الكامل للأسرة بوقت كافٍ فيما يتعلق بتفصيل الملابس وشراء احتياجات العيد والمأكولات والمتطلبات الأخرى، كالحلوى العُمانية والمعجين والخبز المحلي (القالب) والفواكه والحلويات والذبائح.
وبيّن أن الأهالي في محافظة ظفار يحرصون على الاحتفال بمظاهر العيد منذ اليوم الأول الذي يطلق عليه محليًّا “الجبانة”، وعقب أداء صلاة العيد يتبادل الأهالي التهاني والتبريكات بهذه المناسبة السعيدة، وبعدها تذهب كل أسرة للسلام على أقاربها وذويها وتتوالى بعدها زيارات الأرحام والأصدقاء والجيران.