يكتبه: محمود النشيط|
إعلامي بحريني
@mdailypr
خلال متابعتي اليومية لمختلف وسائل الإعلام ابتداءا من الراديو في السيارة حتى المكتب، مروراً بالبرامج الصباحية على القنوات الفضائية وصولاً إلى تصفح العديد من الجرائد والمجلات المتخصصة والعامة ثم متابعة بعض الحسابات المعنية بشؤون السياحة بشكل عام على وسائط التواصل الاجتماعي المختلفة أجد أن هناك تنوعا طيبا في التصريحات بين المتفائل جداً وبين المتذمر من الوضع الراهن وما بينهما يكون محايد لحد كبير في تشخيص واقع حركة السياحة التجارية.
ونحن مقبلين على إجازة عيد الفطر، وبعدها مباشرة موسم انتعاش سوق السفر والسياحة في أشهر الصيف يمكن الخروج بانطباعات للقراء كلاً حسب اهتماماته طبعاً والتي تختلف عن نظرة المستثمر والسائح الذي يبحث عن أفضل الوجهات بأقل الأسعار وأكثر سهولة للوصول مع خدمات أخرى تجعل من رحلته متكاملة.
شركات الطيران، ووكالات السفر والسياحة، والقائمين على الفنادق والمنتجعات والشقق الفندقية نجد أن تصريحاتهم في الغالب تركز على أن الإقبال هذا الموسم ليس كما كان قبل الجائحة وتحديداً عملهم في عام 2019 الذي أجمع الجميع على نجاحه، وإن ارتفاع الأسعار وهي الشكوى الحالية الملاحظة للعيان لها مبرراتها كما جاء في التصريحات الصحفية.
تطلعات المسافر الشرقي لا تختلف كثيراً عن تطلعات وآمال المسافر الغربي الذي ينوي قضاء الإجازة في الطرف الآخر من الكرة الأرضية، ويتمنى أن تكون الميزانية التي جمعها على مدى أشهر أو السنوات الماضية كافية لمدة أسبوع أو أكثر وألا تكون مضاعفة مادياً على حساب متعته السياحية المتوقعة بسبب وباء الغلاء الذي يشتكي منه الجميع والذي أثر اقتصادياً على معظم القطاعات.
هناك دول تمثل لها مواسم السياحة فرصة أمل وحياة وانتعاش وظيفي وحيوي لما سوف ينفقه السياح خلال إجازاتهم، إلا أن كل ذلك يمكن لا يتحقق إذا ما عزف الناس وتعذر وصولهم لعدة أسباب من بينها آفة الغلاء، في الوقت الذي نجد بعض الوكالات قد صرحت بتصريحات مفعمة بالأمل وأوجدت حلولا اقتصادية بأسعار مقبولة ممكن أن تبعث الحياة والتفاؤل عند المسافر ومقدم الخدمة.
تنوع التصريحات يتغير بين الحين والآخر، ولا يمكن تجاهل الأسباب التي يعلم خفايا ظروفها أهل الاختصاص من العاملين في هذا القطاع الحيوي الذي يحاول أن يعيد بريقه ونشاطه المعهود بعد أن غاب لما يزيد على ثلاثة أعوام بسبب تداعيات الجائحة التي جعلته يخسر ملايين الدولارات ويحتاج إلى الوقت حتى تعود له قوته حسب المحللين الماليين.