المجالس الرمضانية بمحافظة البريمي.. تجسيد للألفة والترابط بين أبناء المجتمع

البريمي – العُمانية|

 تُعد المجالس الرمضانية من العادات العمانية المتأصلة في نفوس المواطنين العُمانيين، فبينهما علاقة وثيقة لم تغيرها السنين، بل إنها مازالت تحافظ على ثباتها في صور وأشكال مختلفة.

ويمثل ارتياد المجالس خلال شهر رمضان المبارك في محافظة البريمي تجسيدا لعادة توارثها الآباء عن الأجداد، ليأتي الدور على الأبناء لمواصلة هذا النهج الأصيل، فمن خلالها تنشط الزيارات ويلتقي الناس يوميا لتبادل الأحاديث وتوثيق الصلات وتبادل المعارف والنقاش في مختلف أمور الحياة.

ويقول راشد بن محمد بن عواد النعيمي من خلال تلك العادات خلال الشهر الفضيل نسعد بلقاء الشباب مع كبار السن والاستفادة من خبراتهم والاستماع لتجاربهم السابقة، وهي فرصة للأبناء كي يعوا التطور الكبير الذي نعيشه اليوم وأهمية التمسك بالهوية ومكوناتها من عادات وتقاليد إيجابية.

وأضاف: أن المجلس يضم نقاشات مختلفة تنسجم مع أيام شهر رمضان ونحث الجميع على المشاركة في المبادرات التي تدعو لتنشيط العمل الخيري والتراحم، في الوقت نفسه تضيف هذه اللقاءات اليومية أجواء من المحبة والألفة والترابط وتنشط التزامات المسؤولية الاجتماعية لدى الحضور.

من جانبه، قال أحمد بن حمد البلوشي، عضو فريق الصم بمحافظة البريمي وهو فريق معتمد تابع للجنة العمانية لرياضة الصم إننا حريصون على تجسيد المجالس الرمضانية، من خلال مبادرة “بَرْزُةُ الصُم” إيمانا منا بأهمية المجالس هذه في توطيد العلاقة بين فئة الصم خصوصا، ومع أبناء المجتمع على وجه العموم؛ مضيفا أننا ومن خلال هذه المبادرة حرصنا على إشراك كافة المعنيين في الجهات الحكومية والقطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني، لتبادل الآراء والمقترحات ضمن جلسات تناقش قضايا وموضوعات تختص بفئـة الصـم.

وأضاف: أن البرزة تعقد جلساتها مرة كل يوم ثلاثاء طيلة أيام شهـر رمضان، بحصن الخندق في ولاية البريمي، إذ يشارك فيها عددٌ من الشخصيات المحلية والأصدقاء الذين شاركوا الصم أمسياتهم الرمضانية، وتبادلوا معهم الأحاديث في عدد من الموضوعات التي تهم فئة الصم وعرض الحلول والمقترحات حولها، مضيفا أن تنفيذ المجلس جاء بالتعاون مع إدارة التراث والسياحة بمحافظة البريمي.

ويتوزع في ولايات محافظة البريمي الثلاث نماذج عديدة للمجالس الرمضانية التي تنشط منذ دخول أول أيام شهر رمضان، تجلّت في البيوت والمخيمات والمزارع وغيرها، مجسدة بذلك نموذجا للألفة والمحبة التي تأصلت في نفوس المواطنين العُمانيين.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*