يكتبه: محمود النشيط|
إعلامي بحريني @mdailypr
كان أبرز نموذج للتكامل الخليجي في القطاع السياحي هو اللقاء الأخير الذي جمع كل من وزيرة السياحة البحرينية ونظيرها في دولة الامارات العربية المتحدة وناقش فيه الطرفان العديد من فرص التعاون بين الجانبين مع طرح فكرة مجموعة من الحزم السياحية المشتركة بين البلدين والترويج للمقاصد السياحية في كلا البلدين عند المشاركة في المحافل السياحية الإقليمية والدولية.
هذا النوع من التعاون يؤكد الرؤية الاقتصادية المعتمدة في دول مجلس التعاون الخليجي والتي تركز على وجود البدائل للنفط وتنويع مصادر الدخل من خلال تبني خطط وبرامج متنوعة للنهوض بالسياحة وتنشيط هذه الصناعة وتعزيز موقعها ومقوماتها التي تشمل قطاعات مختلفة مثل الحرف اليدوية والثقافية، مع التاريخ والتراث فضلاً عن تنشيط الفعاليات الرياضية والعلاجية والترفيهية والتركيز على استقطاب المزيد من المعارض والمؤتمرات التخصصية وغيرها من الأمور التي تجذب السياح وتلبي حاجتهم كلاً حسب اهتماماته.
التقرير الأخير الصادر عن مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية أشار إلى أرقام كثيرة يمكن لجميع دول مجلس التعاون العمل على تنميتها أكثر مستقبلاً حتى تحقق رؤاها الاقتصادية خاصة بعد أن أعلنت المملكة العربية السعودية نيتها على استقطاب 100 مليون زائر سنوياً بنهاية العقد الحالي، في الوقت الذي نجحت فيه دولة الإمارات العربية المتحدة في رفع نسبة السياحة إلى 11.9% من الناتج المحلي الإجمالي وتستهدف الزيادة حتى 17% بحلول عام 2031 عبر الاستراتيجية الوطنية للسياحة.
ولم تبتعد كثيراً سلطنة عمان التي تسعى إلى تحقيق 5.9% من الناتج المحلي بحلول عام 2040 بدلاً مما هو عليه الآن عبر تطوير اقتصادي واجتماعي مستدام وعبر الإستفادة من الإرث الثقافي الذي يتمتع به الشعب العماني من روح الضيافة التقليدية التي تسعد السياح كثيراً. في المقابل تسعى دولة قطر للإستفادة من زخم المونديال لاستقطاب 6 مليون سائح سنوياً عبر خطة توسعية شاملة ترفع نسبة السياحة في الناتج المحلي إلى 12% ضمن رؤية 2030 وزيادة الإنفاق الداخلي بين 3 – 4 مرات.
كذلك حققت مملكة البحرين نجاحاً في تحقيق أهداف النسخة الأولى من استراتيجية السياحة 2016 – 2019 وبلغت نسبة المساهمة في الناتج المحلي الإجمالي 6.8% بعد أن كانت 4.6% مع السعي لجذب 18 سوقاً جديدة بدعم من الناقل الوطني طيران الخليج. بينما في دولة الكويت فقد أعلنت شركة المشروعات السياحية الكويتية عن تطوير مشروعين سياحيين في جزيرة فيلكا، وموقع المدينة الترفيهية 2.6 كم مربع بتكلفة إجمالية تبلغ 1.64 مليار دولار. في الوقت الذي كشفت فيه أزمة الجائحة محدودية الخيارات الترفيهية داخلياً مما يعزز السفر السياحي للخارج خاصة في العطلات وموسم الصيف.