بلاشك إن التفكير الاستثماري التي تقوم به وزارة الزراعة والثروة السمكية يمثل نظرة بعيدة المدى وخيارا استراتيجيا في جعل موانئ الصيد جزء من منظومة السياحة واستغلالها لتكون مزارات سياحية ووجهة يرتادها السياح.
حقيقة أن الخطة التي تعمل عليها وزارة الزراعة والثروة السمكية تمثل ولوجا جديدا وفكر مستنير لاستغلال موانئ الصيد في السلطنة لتكون أحد المواقع السياحية التي يقبل عليها السياح حينما يزورون السلطنة. فكثير من دول العالم تمثل لديها موانئ الصيد محطة مهمة للسياح من خلال وجود مرافق سياحية من حيث توفر الفنادق ذات النجوم الصغيرة والمطاعم التي تقدم الوجبات المحلية والمحلات مثل البوتيك التي تعرض المنتجات المحلية وغيرها الكثير.
إن هذه الأفكار الخلاقة بلا شك تولد فرص عمل للشباب الباحث عن عمل، وبالتالي مع طرح هكذا أفكار والعمل على تحقيقها يجب أيضا أن نعمل على تغيير مفهوم العمل الحر لدى الشباب ومدى الحرص على عدم الاتكال على العمل الذي توفره الحكومة أو حتى مؤسسات القطاع الخاص.
فلا تزال السلطنة ولادة للمشاريع التي يجب أن يقتحمها الشباب وتشكل مصادر دخل، وان هذه المشاريع عبر تعزيز موانئ الصيد سيكون العمل مواكبا لكثير من المتغيرات سواء من حيث أن يتم العمل على وضع خطط استراتيجية للسياحة في كل ولاية بها ميناء صيد بحري والتي بلا شك أيضا بها الكثير من المواقع والآثار السياحية التي يتطلب استغلالها لتكون وفق منظومة عمل موحدة تقوم بها الحكومة وليس كل جهة تعمل بمفردها عن الجهة الأخرى لأن العمل في النهاية يصب في مصلحة وطن واحد.
إن هذه المرحلة ليست مرحلة تجارب، ويفترض تعدينا هذه المراحل بعد نضوج الفكر لدى عديد المسؤولين وفي ظل الأوضاع الاقتصادية التي تعصف بالعالم وخاصة الدول التي تبحث عن تنويع اقتصادي.
إن أي خطة أو استراتيجية تضعها مؤسسة ما يفترض نعرف مدى نجاحها وحاجة السلطنة لها وما هو المدخول المنتظر تحقيقه من هكذا مشاريع. فالتخطيط علم وفن يدركه الناجحون والإدارات التي تعمل من أجل المستقبل في إطار من الرؤية الواضحة بعيدا عن التخبط العشوائي والتجربة.
نأمل من تحويل موانئ الصيد إلى مزارات سياحية بداية مهمة لتنويع استراتيجي متكامل يحقق الفائدة للوطن والإنسان وفق رؤية مستقبلية مدروسة تكون ذات عائد اقتصادي تتوالى فوائده لسنوات طويلة.
info@wejhatt.com