يكتبه: د. رجب العويسي|
تقوم أي معادلة سياحية على جملة من المرتكزات، فمع وجود التنوع في البيئات السياحية، ووجود المحتوى السياحي القادر على صناعة التحول في النموذج السياحي ممثلا في الرأسمال البشري الاجتماعي بما يكسبه للسياحة من ميزة تنافسية وذائقة جمالية في خياراته واختياراته وأفكاره ومشروعاته وبرامجه وأنشطته، يأتي الاعلام السياحي كمرتكز رئيسي لتحقيق القوة في المعادلة السياحية.
وقد أعطى التنوع الحاصل في البنية الإعلامية في صورتها التقليدية ممثلة في الإذاعة والتلفزيون والصحف، او التفاعلية الرقمية وعبر المنصات الإعلامية والوسائط المتحركة ومنصات التواصل الاجتماعي، مساحة أوسع للإعلام في إعادة انتاج دوره، ورفع مستوى ممارساته في عمليات الترويج والتسويق السياحي، وإعادة انتاج المحتوى وتوجيهه بطريقة أكثر احتواء وقدرة على إحداث الأثر في المتلقي للخطاب الإعلامي بمختلف الشرائح والفئات وفي الدخل العماني وخارجه، وفي تعزيز التوجهات والقناعات الإيجابية نحو السياحة واستنطاق القيم واستنهاض الهمم والروح العالية التي تسهم في حشد العقل الجمعي الموجه نحو السياحة.
فالمأمول اليوم أن يؤدي الإعلام الوطني دورا أكثر حيوية في التعريف بالميزة التنافسية والأبعاد الهيكلية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والاستثمارية للسياحة الوطنية، والفرص التي تنتهجها، والتحولات التي تعكسها، والمؤشرات التي تعمل على تحقيقها، ثم التحديات التي فرضت نفسها على واقع العمل السياحي، وبالتالي أن يتجاوز الرصد الإعلامي مفهوم السرد والتكرارية إلى دور تقييمي وتحفيزي يقف على كفاءة وواقعية وشمولية التحول في الجهد السياحي الوطني المنفذ من وزارة التراث والسياحية أو الشركات السياحة الحكومية والمحافظات والقطاع الخاص، وقدرته على صناعة المنافسة.
أخيرا يبقى تحقيق الرهان في مراجعة جذرية لموقع الاعلام السياحي الوطني في الدورة البرامجية ومستوى الاستقلالية الممنوحة له في صناعة المحتوى السياحي القادر على الانتشار عالميا وإحداث ثورة التأثير والاقناع في المنافسة عالميا، ثم صناعة المؤثرين السياحيين الوطنيين وتأهيلهم إعلاميا سواء للعاملين في القطاع السياحي او الإعلامي أو المرشدين السياحيين أو المواطن نفسه الذي يستخدم المنصات الاجتماعية ويمارس دور التسويق السياحي لوطنه، والاستفادة من بعض المحطات السياحية مثل طواف عمان وخريف ظفار واستثمر في عمان، والدقم كوجهة استثمارية وسياحية وغيرها في توجيه انظار العالم إلى الميزة التنافسية للسياحة في سلطنة عُمان.