جلسة حوارية “الأماكن الأثرية ودورها الثقافي في محافظة جنوب الباطنة”

مسقط – العُمانية|

 عُقدت بمعرض مسقط الدولي للكتاب في دورته الـ27 جلسة حوارية بعنوان “الأماكن الأثرية ودورها الثقافي في محافظة جنوب الباطنة” في إطار البرنامج الثقافي المصاحب للمعرض بتنظيم محافظة جنوب الباطنة ضيف شرف المعرض.

شارك في الجلسة الحوارية سعيد النعماني والدكتور هيثم السالمي، تحدثا من خلالها عن أبرز الأماكن الأثرية في محافظة جنوب الباطنة، والدور الثقافي الذي لعبته على مر التاريخ العُماني، وخصَّصا حديثهما عن بيت الغشام بولاية وادي المعاول وجامع البياضة بولاية الرستاق كنموذجين للأماكن الأثرية التي تم توظيفها بشكل يتناسب مع متطلبات الاستثمار السياحي في سلطنة عُمان.

وأوضح النعماني أن فكرة الاستثمار في بيت الغشام بدأت بالتركيز في الحفاظ على المبنى والعمل على ترميمه وفق معايير تضمن عدم تساقط البيت الأثري، مضيفا أنه تم دراسة الفكرة من جميع جوانبها لتحويل البيت إلى متحف متكامل يحتوي على جميع عناصر المتاحف المعروفة، وتم الاستعانة بأهالي بلدة أفي للمشاركة في مختلف الأنشطة والندوات وحلق العمل والمساهمة بمنتجاتهم الحرفية التي يشتغلون عليها.

من جانبه، استعرض الدكتور هيثم السالمي الأهمية التاريخية لجامع البياضة والدور الثقافي الذي قام به فيما يخص التعليم والتثقيف بأمور الحياة والدين. وقال: إن أهمية المسجد تتمثل في تخريجه لعدد من العلماء في مختلف صنوف المعرفة؛ من بينهم الشيخ الفقيه خميس الشقصي والشيخ راشد اللمكي وغيرهم من المشايخ والعلماء.

وتداخل سعيد النعماني بالحديث قائلًا: إن جامع البياضة له خصوصية تأخذ مسارين، هما: التشغيل الديني والجانب المعماري والفني المتفرد باحتوائه على الكثير من فنون الزخارف الجصية العُمانية.

ودعا الدكتور هيثم السالمي إلى مراعاة خصوصية وطبيعة المعالم الأثرية والمواد التي بُنِيت بها عند عملية الترميم بما لا يؤثر على تلك المعالم، وأكد أنه من المهم التنسيق بين مختلف الجهات للمضي في عملية ترميم الأماكن الأثرية والاستفادة من تلك الأماكن سياحيًّا.

وتحدث سعيد النعماني عن وجود تحديات تواجه من يرغب في تحويل البيت الأثري إلى مزار سياحي؛ تتمثل في كلفة الترميم وإدارة التشغيل للمزار وهي عملية صعبة. مضيفا: إن المتحف ليس له علاقة بالكم، بل بما يقدمه من مادة تاريخية تثري الجانب المعرفي وتقدم صورة متكاملة عن الحقبة الزمنية التي بني فيها، والدور العلمي والديني الذي كان سائدًا في تلك الفترة.

وأكد النعماني أن تحويل البيوت الأثرية إلى متاحف مرتبط بعمل عدة جهات يجب أن تتعاون وتتكامل فيما بينها لإقامة متحف ذي شأن وقيمة.

من جانبه وضّح الدكتور هيثم السالمي أنه لا يجب تكرار الأفكار عند إقامة المتاحف، ومن غير المعقول أن يتم تحويل كل البيوت الأثرية في منطقة واحدة إلى متاحف تضم الأفكار نفسها والمواد الأثرية ذاتها.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*