الكاميرات الفخية ترصد أحياءً فطرية نادرة بمحافظة الظاهرة

عبري – العُمانية|

تعتبر الحياة الفطرية أحد المكونات المهمة في النظام البيئي، وتمضي الجهود الحكومية قدما ممثلةً بهيئة البيئة في حماية الحياة الفطرية بكافة عناصرها من خلال الرقابة البيئية وصون الموارد الطبيعية والتنوع الأحيائي من الأنشطة التي قد تضر بتكوين النظام البيئي، إلى جانب توفير البيئة المناسبة لنمو وتكاثر مختلف مكونات التنوع الحيوي الذي تزخر به البيئة العمانية، ومع دخول الأساليب والطرق الرقابية الحديثة في منظومة صون وحماية البيئة، تم الاستعانة بالكاميرات المتطورة لتكون وسائل مساندة لعمليات الرقابة والمتابعة للحياة الفطرية.

ففي محافظة الظاهرة التي تضم جبالًا وسهولًا ذات بيئة غنية بمختلف الأحياء الفطرية من الحيوانات والطيور والزواحف والقوارض بسبب التنوع التضاريسي وكثرة مجاري الأودية والتجمعات المائية التي تعتبر مصدرًا أساسيًّا لتجمع مختلف موائل الأحياء الفطرية، تسهم الكاميرات التي يطلق عليها مسمى “الكاميرات الفخية” في رصد مختلف أنواع الأحياء الفطرية، الأمر الذي من شأنه مساعدة الجهات ذات الاختصاص في القيام بأدوارها المنوطة بها في متابعة وحماية هذه الأحياء من أجل إيجاد نظام بيئي متكامل.

وأشار محمد بن راشد بن خلفان البلوشي، مفتش بيئي في قسم صون البيئة بإدارة هيئة البيئة في محافظة الظاهرة إلى أن الكاميرات الفخية هي أجهزة رصد مخفية تقوم إدارة البيئة بوضعها في مختلف المناطق التي تتركز فيها الأحياء الفطرية بهدف توثيق أنواعها وأعدادها، إضافةً إلى متابعة التطورات التي تطرأ على هذه المواقع من حيث حركة وانتقال مختلف الكائنات الفطرية والنفوق والتكاثر وإذا ما كانت هناك حيوانات دخيلة في المنطقة سواءً كانت من الحيوانات المفترسة أو الأليفة، إلى جانب دراسة سلوكها ونمط حياتها، موضحًا أن هذه الكاميرات ذاتية التشغيل، حيث إنها تحتوي على أجهزة استشعار ذكية ترصد التحركات من حولها مع إمكانية التصوير في الظلام خلال فترة المساء مما أعطى الفرصة لرصد الحيوانات الليلية التي يصعب رصدها بالطريقة العادية، خصوصًا في المناطق الوعرة والجبلية، مما يسهل عمل الفريق المختص بإدارة البيئة في جمع بيانات الحياة الفطرية في مختلف ولايات المحافظة.

وأضاف البلوشي أن الكاميرات الفخية في مختلف مناطق محافظة الظاهرة قد رصدت عدة أنواع من الحيوانات البرية مثل الغزال العربي والوعل والوشق والثعلب الرملي والثعلب الجبلي، إضافةً إلى بعض أنواع الطيور النادرة والمهاجرة.

من جانبها أشارت مريم بنت بطي اليعقوبية، مفتشة بيئية بإدارة الظاهرة إلى أن عملية التصوير تتبعها عمليات الفرز والتحليل وتحديد المواقع وتسجيل البيانات لرفعها لقاعدة البيانات في هيئة البيئة من أجل خدمة مشاريع وخطط حماية الحياة الفطرية التي تضطلع بها الهيئة في سبيل تحقيق الأهداف الوطنية المنشودة للحفاظ على موائلها في مختلف محافظات سلطنة عُمان، مضيفةً أن الكاميرات الفخية تسهم بشكل كبير في مجال رقابة الحياة الفطرية وحمايتها بشكل مكثف وأكثر دقة، إلى جانب تسهيل توثيق مواقعها.

وقال ياسر بن حمود الهنائي، رئيس قسم الرقابة البيئية بإدارة البيئة بمحافظة الظاهرة، إن الكاميرات الفخية قد تمكنت من رصد الثعلب الأفغاني بمحافظة الظاهرة والذي يعتبر من الحيوانات المهددة بالانقراض، حيث إنه لم يتم تسجيل ورصد هذا النوع من الثعالب بالعين المجردة سابقًا، مؤكدًا على أهمية وجود مثل هذه التقنية في مجال رصد الأحياء وتوثيقها، لاسيما وأن الثعلب الأفغاني يعتبر من الحيوانات النادرة والذي لم يكن يعتقد وجوده في محافظة الظاهرة، إلا أن الكاميرات الفخية قامت بتوثيق وجوده في المحافظة ليتم تسجيله ليكون ضمن قائمة الأحياء الفطرية التي يزخر بها النظام البيئي الفريد والمتنوع في سلطنة عُمان.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*