يكتبه: يعقوب البلوشي|
الناظر لواقع قطاع السياحة العمانية ومكونها الطبيعي من صحراء الربع الخالي وشواطئ بكرٍ، وجبال وعيون وكهوف وأودية خلابة، والمكون والإنساني المتمثل في القلاع والحصون والمتاحف والأسواق التراثية القديمة وهندسة الأفلاج يُخيّل له بأن عُمان قطعت شوطاً مثالياً في تحقيق الاستغلال الاقتصادي لهذه المكونات، ولكن للأسف الكبير هناك قصور في استغلال هذا المنتج الطبيعي والانساني وبالأحرى لدينا ضعف في وضع هذه المكونات في قالب تجاري للاستفاده منه، فكم من موقع تراثي بات يندثر ويتهالك من دون ترميم نتيجة الإهمال وسوء الحفظ على الأمانات التاريخية للعمانيين كونها أرثا متوارثا عبر السنين المتحولة، فالتاريخ لا يساوم بالوقت إن كان الاهمال هو الطرف الآخر في المعادلة الزمنية!.
ولو نظرنا الى المردود الإقتصادي لجمهورية مصر العربية نظير الاستفادة الاقتصادية من الآثار لوجدناها فارقة في المساهمة بالناتج المحلي للسياحة، وحتى نكون واقعيين جداً نقدم تساؤلا صريحا، وهو متى سوف يتبدد لدينا الخوف من السياحة؟. وإلى متى سوف نقبع تحت فكرة ان السياحة سيئة، وان السياح يحملون السوء حين يأتون إلينا؟. لدينا دول عديدة مثل تايلاند وفرنسا وايطاليا اعتمادها الكلي على السياحة ولم نجد ان هوية شعوبها قد تأثرت وإنما على العكس الصحيح، فإنهم يصدّرون ثقافتهم وموسيقاهم وطعامهم وهويتهم الى السياح ويؤثرون عليهم، فلماذا نشعر نحن ان هويتنا العُمانية قد يلغيها سائح او سائحة؟. او ان كروموسومات الهوية العُمانية قابلة للتغير والتناغم بسرعة مع اول سائح؟.
ان الموقع الجغرافي لسلطنة عُمان، بمثل ما هو علامة فارقة في لغة الاقتصاد والتجارة، إلا انه قوبل بعدم الاستفادة الحقيقية منه، وأحياناً كثيرة نشعر بأننا نتقدم خطوة بعد خطوه، ولكن في حقيقة الامر نحن متأخرون جداً سياحياً واقتصادياً في المنطقة، خصوصاً وان لدينا الآن منافسين سريعين جداً في النمو السياحي وبناء البنية الإقتصادية القوية لمنافسة الدول المتصدرة سياحياً في العالم، فهم يقارنون طموحهم بالعالم، حيث انهم بدأوا من حيث إنتهى الآخر المتطور، ومهما زدنا من وتيرة نمو قطاعنا السياحي سوف نبقى متأخرين أمام المنافسين في المنطقة، فلدى المنافسين منظومة عمل جريئة لاخوف ولا وجلّ من سائح يحمل حقيبة ظهر !.
فهل سنحتاج الى قرار سياسي لكي ينتشل واقع السياحة ونلحق بركب الامم والمنافسين في المنطقه، حتى تتحقق لدينا طموحات البناء القوي للاقتصاد المستدام غير الاتكالي على النفط والغاز في ظل بوادر الحرب من أجل الطاقه دولياً؟.