الرباط – وجهات|
تكشف بيانات مغربية عن ارتفاع ملحوظ لعائدات السياحة في الصيف، وتفيد بيانات مكتب الصرف المغربي بأن تلك الإيرادات بلغت 2.7 مليار دولار في النصف الأول من العام الحالي، بعدما كانت في حدود 892 مليون دولار في الفترة نفسها من العام الماضي.
وتدين المناطق الجبلية في المغرب، خلال الصيف، بانتعاش نشاطها السياحي للأسر المغربية والمغتربين العائدين إلى المملكة، الذين ينفقون سنوياً حوالي 3 مليارات دولار على السياحة الداخلية، وفق البيانات الرسمية.وكانت الحكومة قد عبّرت قبل خمسة أعوام عن التطلّع إلى رفع تلك المساهمة إلى ما بين 4 و5 مليارات دولار في الخمسة أعوام السابقة، حيث توقعت الوصول إلى 5.7 ملايين سائح محلي في 2020، غير أن تلك الأهداف لم تتحقق.
ورغم التدابير الاحترازية التي اتخذت في العامين الماضيين، إلا أن السياحة الداخلية ساهمت في التخفيف من تداعيات توقّف الرحلات الجوية، فقد مثّلت السياحة الداخلية في 2020 حوالي 50% من ليالي المبيت بالفنادق المصنّفة، و69% في العام الماضي.
وتراجع معدل البطالة في المغرب خلال الربع الثاني من العام الجاري، إلا أن ذلك لم يخفِ اتساع دائرتها وسط الشباب، لتتجاوز 30%، بسبب فقدان فرص عمل في الأرياف جراء الجفاف. وقد وفّر الاقتصاد الوطني في الربع الثاني من العام الحالي 133 ألف فرصة عمل،
وتشير بيانات إلى أن إحداث فرص العمل تلك، ناجم عن توفير 285 ألف فرصة عمل في المدن، وفقدان 152 ألف فرصة عمل في الأرياف، التي كانت أحدثت فيها 405 آلاف في الفترة نفسها من العام الماضي.
وانتعش هذا الصيف النشاط السياحي في إمليل، التي تعتمد بشكل كبير على السياح المغاربة والأجانب الذين يقصدونها في جميع الفصول.
كما أن مناطق أخرى جبلية، مثل أوريكا أو أمزميز أو ويركان أو مولاي إبراهيم، عانت بسبب الفيروس الذي تسبب في فرض تدابير احترازية على مدى عامين، ما أفضى إلى توقف حركة السفر.
وأن السواد الأعظم من الشباب الذي يعمل في الإرشاد السياحي أو الفنادق والمطاعم والمقاهي تعرّض للبطالة على مدى عامين، حيث ظلوا ينتظرون رفع التدابير الاحترازية، وفتح الحدود في الربع الأول من العام الجاري.
ولم يطاول الركود السياحة فقط، بل شمل العديد من الأنشطة الأخرى، مثل الأسواق الأسبوعية التي توقّفت بعدما كانت فضاء تجارياً يؤمن لعدد معتَبر من الأسر إيرادات مهمة.
ويلاحظ أن العديد من المناطق الجبلية السياحية في المغرب استعادت جزءاً كبيراً من نشاطها في الصيف الحالي، بل إن بعض المناطق لا تستطيع فنادقها ونُزلها استيعاب كل الزوّار الذين يقضون فيها يومهم ويعودون للإقامة في مراكش.
لا يسعد بعودة النشاط السياحي في الصيف أصحاب المقاهي والنُّزل فقط، بل إن أسراً من المناطق الجبلية تغتنم الإقبال عليها من أجل تأجير جزء من منازلها للأسر الوافدة عليها.