مقال| خريف ظفار.. مشاريع أم خدمات سياحية.!

د. رجب العويسي|

أثير في الآونة الأخيرة وعبر منصات التواصل الاجتماعي حديث ذو شجون حول المشاريع السياحية في خريف ظفار السياحي، وما يظهر لدى البعض من أن إقامة مشاريع سياحية في موسم سياحي لا تزيد فترته عن ثلاثة أشهر، أمر مكلف للسلطنة، والمسألة في تقديرنا الشخصي بحاجة إلى مراجعة لحسابات السياحة الوطنية والتكاملية بينها في المواسم، كما هي بحاجة إلى استشعار الحس السياحي الذي يتجاوز حدود المكان والزمان والمواسم والبيئات إلى تحقيق مفهوم الاستدامة السياحية.

والأمر بهذا التصور مردود عليه، حيث تشكل السياحة الموسمية الوجه الأبرز في السياحة العالمية، وإسقاط هذا التباين في المفهوم بين المشروع والخدمات على خريف ظفار وما إذا كان خريف ظفار تنقصه المشاريع أم الخدمات؟. يأتي في كون الخريف مشروع سياحي في حد ذاته تتوفر فيه كل المقومات السياحية- هبة من الله وفضلا وكرما منه واحسانا- ، في بيئاته الجميلة في السهل والجبل والوديان والعيون وبما يمنحه للسائح من أمن واستقرار وسلام وصفاء ونقاء واستمتاع واستجمام في مشاهدة المناظر الخلابة والبساط الأخضر في مختلف المواقع السياحية المتنوعة والبيئات التضاريسية الجميلة.

لذلك فلمسألة ليست بالمفهوم التقليدي المتصور حول المشروع السياحي بقدر ما هي الخدمات السياحية التي تشكل استحقاقات وجوبية لأي سياحة تنشد المنافسة وتنال على رضا السياح، بحيث تعزز من كفاءة هذا المشروع وتؤسس لأنسنته بحيث يقترب من أولويات الانسان واحتياجاته المتنوعة وذائقته الجمالية، ولما كان الأمر كذلك، فالمطلوب إعادة رفد هذا المشروع السياحي ببعض النكهات واللمسات الجمالية “الخدمات السياحية” باعتبارها استحقاقات وجوبية لأي سياحة تنشد المنافسة وتنال على رضا السياح، كما أنها تعزز من كفاءة المشروع وتؤسس لأنسنته بحيث  يقترب من أولويات الإنسان واحتياجاته المتنوعة وذائقته الجمالية. وبما يمنح هذا المشروع السياحي قيمة مضافة وحياة متجددة  وتصنع منه حضورا نوعيا في الخريطة السياحية العالمية.

من هنا تأتي أهمية تعزيز الخدمات السياحية باعتبارها القيمة المحافظة على هذا المشروع وحمايته، وعبر صناعة وتوفير الموجهات والأطر والاستراتيجيات والبدائل والأنظمة والقواعد  والممكنات التي تعزز من رفع القيمة المضافة له، وأنسنة هذه الفرصة السياحية الموسمية عبر التوسع في الخدمات السياحية والتركيز عليها بما يحسّن من مستواها ويسهم في تحقيق جذب سياحي واسع النطاق لخريف ظفار السياحي في مواسمه القادمة.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*