مقال| مهرجان الفنون الشعبية العُمانية

يكتبه: يعقوب البلوشي|
  
تعد الفنون الشعبية انعكاساً لروح الحضارة القائمة والممتدة من خلال مزيجها المتحقق في المكّون الإجتماعي المتعدد ذو الانتماءات الثقافية المتعددة، ويعد الفن الشعبي جزءاً اساسياً من التراث الثقافي لكل بلد ويبرز هويته، لذا وجب علينا ان نحافظ عليه من خلال إطار ممارسته وتسويقه بشكل جيد يجذب السائح ويعزز من حضور ممارسي هذه الانواع من الفنون، فبعد مرور جائحة كورونا بدأت الفعاليات تتوالى تباعاً من خلال بعض المؤسسات النشطة، الا ان الفعاليات المرتبطة بالفنون الشعبية والتراث المادي غير الملموس لم يسجل عودة مقنعة في الساحة العامة للفعاليات حتى الآن!.
وقد قامت الجهات المعنية بالثقافة والفنون سابقاً بتوثيق العديد من ملفات الفنون الموسيقية في منظمة اليونيسكو كفنون شعبية عُمانيه ذو بصمة حضارية تعكس هوية البلد وأبناءهُ المحبين للموسيقى التقليدية والفنون الشعبية بتنوعها حيث لا تخلوا مناسبة من العديد من مظاهر الفنون الشعبية وذلك لإرتباطها بالإنسان ووجدانه في تعبيره عن الشق العاطفي بداخله وكأن الشعوب مطموسة بالحنين للأصول في الفنون بعد الأثر الكبير للعولمة وتطوير الفنون والرتم الموسيقي السريع والمؤقت في البقاء. وكما قامت وزارة التراث والثقافة- سابقا – بعمل مهرجان للفنون الشعبية  تتنافس به العديد من الفرق الشعبية الفنية وهو كان محل تقدير لمساهمتهِ في بقاء تلك الفنون في شكلها الاصلي قبل أن تتأثر بنمط الحياة العصرية حيث ان مدى التغيير القادم من الحياة العصرية قد يتسبب في إن الفنون تتهاوى او تقل جودتها وبالتالي نفقدها بعد حينٍ من الزمن ..! 
عودة مهرجان الفنون الشعبية، مطلب أساسي من جميع الفرق الفنية، لما له من أهمية في تعريف الجيل القادم بأهمية الفنون العمانية الأصيلة والتي قد تشكل يوماً عنصر جذب للسائح الأجنبي  الباحث عن مشاهدة حية للفنون الإنسانية وطرق التعبير عن فرحة او أسلوب التعبير عن وطنيته او التعبير عن ذاته بشكل من الأشكال، فلو وضعنا قالب تنظيمي لمهرجان ضخم يشمل جميع الفنون الشعبية العمانية يقام سنوياً لمدة أسبوع في إحدى محافظات السلطنة بالتوالي، ويستضاف به مجموعة من الفرق الشعبية في الخليج والوطن العربي لساعدنا ذلك في ترويج الفنون العمانية وأبراز هويتنا الثقافية العميقة للخارج ولكل مهتم في الموسيقى والفنون الإنسانية، فالموسيقى والفنون والسياحة اصبحتا صناعة تكمّل أحدهما الآخر، فعلينا أن نستغل المكون الثقافي الكبير لدينا من أجل أن نقدّم عُمان في آبهى شكل من أشكال الفنون الشعبية الإنسانية.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*