مقال| سياحة البوسنة “3-5”

يكتبه: محمود النشيط|

*إعلامي بحريني

  يبحث السائح المسلم في البوسنة – التي تصنف إنها دولة مسلمة في قلب أوروبا – عن الكثير من احتياجاته بجانب المساجد لأداء الصلاة، والمطاعم التي تقدم الطعام الحلال والتي مع الأسف ليست متوفرة في كل مكان من المساحة الجغرافية البوسنية.

المقومات السياحية التي يطلبها السائح هي ما تجعلها وجهة متكاملة عند السياح العرب الذين يفضلون بعضهم السكن في فنادق راقية ذات التصنيف 4 أو 5 نجوم والتي تعتبر محدودة لحد الآن، مع أن هناك فنادق 3 نجوم عليها الطلب الشديد لموقعها وسط المدن القريبة من كل الخدمات وغالباً يتوفر في حماماتها أعزكم الله (الشطاف) الذي بات مهماً عند الكثيرين وهو الذي لا يهتم لوجوده غيرهم.

الشقق الاستثمارية الفخمة تحديداً في منطقة أليجا القريبة من مطار سراييفو الدولي، والتي يكثر وجود الخليجيين فيها روعي أن تكون مع الفنادق سواء عالية التصنيف أو حتى البسيطة حاجة السائح العربي والمسلم من وجود مطاعم تقدم الأكل الحلال، بالإضافة إلى الخليجي الذي يغلب عليه الأرز، كما تتواجد الكافيهات والمقاهي المتنوعة التي تبقى مفتوحة لساعات متأخرة في ليالي نهاية الأسبوع وتقدم القهوة العربية والحلويات والشيشة لمن يطلبها.

البوسنة خلال ما يقارب 20 عاماً الماضية دخلت مضمار السباق لاستقطاب السياح من جيرانها خاصة تركيا، وسجلت قبل جائحة كورونا حسب إحصائيات منظمة السياحة العالمية حوالي أكثر من 2 مليون سائح، بينما يفند القائمون على الخدمات السياحية بأن العدد يفوق ذلك بكثير ويمكن أن يقاس بعدة عوامل أبرزها الإشغال الفندقي وخدمات المواصلات وحركة الطيران وحجم الاستثمارات العقارية.

حرية ممارسة الشعائر لجميع الأديان مكفولة بالإحترام، إلا أنه ما زال مع الأسف هناك بعض التعصب الصربي ضد المسلمين بمنع إقامة الصلاة في بعض مدنهم وهي بعض من الحوادث الفردية هنا أو هناك لا تدعو للقلق، حيث إن الأمن البوسني في البلد قوي جداً ويمنع مثل هذه الأفعال المشينة.

كذلك فإن احترام القانون في البوسنة من قبل أهلها أو من خارجها واضح للعيان في التقيد بقانون المرور، والمواقف والطابور وغيرها التي تجرم من يتجاوزها بل يكون منبوذاً بنظرة الجميع مع العلم بأن الشعب في البوسنة يوصف بأنه بشوش ومسالم وقليل الكلام ودائماً صوته منخفض ويحترم الغرباء بشكل كبير.

التعليم في البوسنة يرسخ في السنوات الأولى على تعليم الأخلاق والاحترام والتعايش مع إلزامية التقيد بالقانون وهذه الأمور توزع كذلك بالتفصيل في المراحل الدراسية المتقدمة خلال مرحلة المدرسة لتكون بجانب البيت ودور الوالدين تخلق نمط حياة سليم لا يخالفه إلا الشواذ ممن لم تنفع معهم لا التربية ولا التعليم وهو أمر اعتيادي في كل مكان يمكن أن تراه.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*