جريدة وجهات أول جريدة عمانية مختصه بالسفر و السياحة
يكتبه: د. رجب العويسي|
تمثّل سياحة المغامرات أحد أهم أنواع السياحة العالمية التي باتت تحظى باهتمام مختلف شرائح المجتمع صغاره وكباره، نساؤه ورجاله، فبالإضافة إلى كونها موروث حضاري مارسه الانسان العماني منذ عصور التأريخ الغابرة، يظهر جليا في ارتباطه بالبحر والجبل والصحراء وتعايشه مع مكوناتها، وفهمه لتفاصيلها، وإدراكه للظروف التي تشكل كل منها، ليبتكر أدوات التعامل معها، ويتقن مهاراتها، ويحترف الكثير من هوايات الرياضات السياحية، المرتبطة بالتجديف والغوص، وتسبق الجبال، واكتشاف الكهوف والمغارات؛ فإنها نظرا لعوائدها الاقتصادية تشهد رواجا عالميا كبيرا، وصناعة للهواة والمحترفين والمنافسين الدوليين ووجود المنظمات الدولية المنظِّمة لعملها والمشرِّعة لقواعدها.
ونظرا لما تتمتع به محافظة ظفار من مقومات طبيعية تضاريسية متنوعة أكسبها موسم الخريف حضورا أوسع وقيمة أكبر خاصة في ظل احتوائها على بعض القمم الجبلية الأكثر ارتفاعا بالمنطقة، ناهيك عن وجود العديد من الكهوف والأودية العميقة والعيون والبرك المائية والشلالات وغيرها كثير، محطة داعمة لسياحة المغامرات في البيئات المائية والجبلية والصحراوية ، تجعل منها ميزة تنافسية وفرصة استثمارية في توطين سياحة المغامرات، وتأكيد مسار التنويع في الخيارات السياحية والبدائل والمبادرات التي تعمل على تنشيط البعد العالمي والإقليمي، والتوسع في الأنشطة الاقتصادية والتجارية والتعليمية والتدريبية ذات العلاقة بسياحة المغامرات لجذب المحترفين والهاوين الدوليين والاقليميين والمواطنين، وإقامة المناشط الدولية والمؤتمرات والفعاليات واللقاءات التدريبية، وتشجيع القطاع الخاص وجذب الشركات العالمية العاملة على الاستثمار في هذا المجال.
أخيرا يبقى نجاح المقومات البيئية والتضاريسية والسياحية الداعمة لها والمقومات الثقافية والحضارية والتراثية والأمن والاستقرار والدبلوماسية السياسية التي تحظى بها سلطنة عمان بين دول العالم، مرهون بتبني أطر وطنية تضمن الاستدامة والتوطين لسياحة المغامرة، وكفاءة التعاطي معها في ظل ما يكتنف هذا النوع من السياحة من تحديات، وما تتطلبه من تخصصية ومهنية واحترافية في التعامل معها، وطرح فكرة أن تكون سلطنة عمان بيت خبرة عالمي بالمنطقة في سياحة المغامرات بما يحتاجه ذلك من توفر البيئات التدريبية والتشغيلية والتحفيزية والتشريعات، وتثمير الفرص الداخلية والخارجية في تعزيز مكوناتها، وكفاءة أدواتها، محطة جديدة لتعزيز مفهوم التنافسية والهوية التسويقية لسياحة المغامرات وتوطينها في السلطنة.
