يكتبه: محمود النشيط|
إعلامي بحريني dailypr
يتسابق الملايين من سكان العالم هذه الأيام للحصول على فرصة السفر ولو لبضعة أيام من أجل الاستجمام أو زيارة الأهل والأصدقاء وغيرها من أسباب بعد أشهر طويلة من العمل أو الدراسة على أمل العودة مجدداً بعد إنقضاء المدة بروح ونفسية أخرى ساهم السفر في تغييرها إذا ما تم الاستفادة من فوائد السفر العديدة التي قال فيها الكثيرون من فلاسفة العرب والأجانب والرحالة ما يجعلنا نتلمس ولو القليل منه في كل رحلة.
لغوياً يُعرَّف السفر في معجم المعاني على كونه قطع المسافة، والجمع أسْفار وأسفُر وهو مِنِّي سفَرٌ، أي بعيدٌ. وسفَرُ الصّبح، أي بياضُه. والسفَرُ هو بقيَّة بياض النهار بعد مَغِيب الشمس والسفرُ رحيلٌ ورحلةٌ وتنقُّلٌ في البلاد، وهو إنعتاق من القيود المكانيّة والزمانيّة، إذْ هو مغادرة لمكان ما وإتّجاه نحو مكان آخر قد يكون مجهولا وقد تكون هناك فيه إختلافات في الزمن بينه وبين مكان الإنطلاق. كذلك هو غذاء للرّوح والفكر. إذْ هو يرفّه عن الذات إنْ كلّت من الروتين والعمل. وهو غذاء للفكر لكونه يُثري الزاد المعرفيّ للمرء ويدفعه لتبادل أفكار جديدة واكتشاف ثقافات أخرى.
بعد كل هذا نجد هناك فئة من الناس التي تزاحم على السفر الموسمي تحديداً، وتدفع أضعاف مضاعفة لقيمة الرحلة لتقتل متعة السفر بعد الوصول عبر عدة أفعال لا تتناسب وأجواء الانتقال من بلد إلى بلد، ويمكن القيام بكل ذلك في بلده من دون الحاجة إلى الدخول في زحمة المطارات والمضاربة على أسعار التذاكر والفنادق في موسم الاجازات ويمكن تحقيق رغباتك الخاصة التي لا تختلف عن يومياتك في بلدك في وقت آخر مثل قضاء أوقات طويلة في الجوال أو الجلوس لساعات طويلة في المقاهي والنوم ساعات طويلة في الفندق وتناول الطعام في المطاعم أو التسوق في مجمعات تجارية تبيع ذات الماركات العالمية التي في بلدك.
الرحلة سواء كانت فردية أو جماعية لابد لها من برنامج منوع طيلة الأيام، ويشمل الاستجمام والمغامرة، وتناول الطعام في المطاعم الشعبية أو في الهواء الطلق والتسوق في الأسواق الشعبية مع التعرف عن قرب على العادات والتقاليد للبلد والخروج عن المألوف من خلال السير على الاقدام وسط الطبيعة أو القرى الريفية سواء كانت صغيرة أو على الجبال مما يعطي للجولة طعما آخر يخلد في الذاكرة خاصة مع صور جميلة لن تجد لها مثيلا في بلدك.
المسافر أو الرحالة الذي يخطط جيداً لرحلته سواء مع الأهل أو الأصدقاء ويمزج معها الاستكشاف والمغامرة يتعلم الكثير من الأمور الجديدة ويكتسب الكثير من المعلومات التي لم تخطر على باله، خاصة إذا ما أستعان في تنقلاته بمختلف وسائل المواصلات مثل القطار والقوارب بعد أن وصل بالطائرة واستخدم الباص أو السيارة التي لا يمكن أن تصل إلى كل المواقع إلا إذا ما استعان بركوب الحصان والبغال أو المشي لمسافات طويلة في أجواء لم يعتاد عليها لتتحقق متعة السفر بكل معانيها.