مقال| السياحة ليست موسمية

يكتبه: محمود النشيط|

إعلامي بحريني
اختلفت بعض الآراء واتفقت الأخرى على بعض الجزئيات التي تصنف السياحة بأنها لمواسم معينة فقط، بينما الواقع يقول أنها حاضرة على مدار العام عبر كل المقومات اللوجستية التي تدعم هذا القطاع الحيوي الذي أصبح مؤخراً على قائمة المشاريع التنموية لبعض الدول بفضل النتائج الطيبة التي يحققها.
المطار، والفندق والمنتجع وشركة الطيران، والخدمات الفندقية، والمواصلات والإرشاد السياحي مع محلات بيع الهديا التذكارية والحرف اليدوية والمتاحف والمدن الترفيهية والسينما ليست حصراً على الاستخدام للسياح من الخارج أو في مواسم سياحية معينة، وإنما هي خدمات متوفرة للجميع على مدار العام، ويعمل على تشغيلها المواطنون الذين لا يمكن أن تكون أعمالهم التي يعيشون على رزقها مربوطة بموسم فقط.
الجائحة التي أكتوى العالم بآثارها خلفت لنا في الذاكرة الكثير من الأحداث، وعلمتنا العديد من الدروس من أبرزها اكتشاف دولنا سياحياً وكيف إنها جميلة عندما نتعمق فيها، وإن كل فلس يصرف في أي منشأة سياحية مرده بالفائدة على الوطن والمواطن الذي تضرر بتداعيات إنتشار الوباء، فشكلت الرحلات السياحية طوق النجاة خاصة لأرباب الأسر للذين يعتاشون على عملهم السياحي.
قطاعات السياحة لم تعد مثل السابق، وأصبحت تنافس لجعل أدوات الجذب نحوها ذات قوة وفاعلية عالية، وتعمل على أن تكون خدماتها بلا توقف على مدار الساعة، وكل ما يمر عليها تحقق مردودا ماليا يجعلها تواكب حركة النمو التجاري وتستفيد من الفرص الممنوحة للمنافسين من الحكومة على أن تكون السياحة البوابة الاقتصادية التي لا تنام.
السياحة ليست أشهر الصيف، وأعياد الميلاد وعطلة الربيع. هي سياحة علاجية ودينية وسياحة المعارض والمؤتمرات، والسياحة الصناعية والتعليمية، هي سياحة الزراعة والغذاء والاستثمار والتطوير العمراني وغيرها من القطاعات التي تحتاج أن تكون بقوتها حاضرة وجاهزة لتلبية جميع الأذواق بكل الألوان عند الحاجة، ومعذورة تلك المواقع التي عملها يرتبط بالتغيرات المناخية والجوية فلا ثلوج في رحلات الصيف، ولا شواطئ للسباحة في البرد القارس.
ثقافتنا السياحية عندما تكون واسعة نجد إنها ثرية جداً، وهذا الأمر محجوب عند البعض لقصور في التفكير لاعتمادهم على المعلومة نقلاً عن بعض مشاهير الأرقام على وسائط التواصل الاجتماعي، ويكون المحتوى الذي يقدمونه مبنيا على أسس تجارية خدماتية لمن يدفع فقط سواء كان فندقاً سياحيا أو مصنع مبيدات حشرية يجملون ما يطلب منهم فقط.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*