ولاية طاقة.. شواطئ فضية وعيون دربات وطبرق وأثوم جذب السياح

 صلالة – وجهات |


ولاية طاقة إحدى ولايات محافظة ظفار في سلطنة عمان، حيث تتنوع بيئة ولاية طاقة بمختلف التضاريس والسواحل من شواطىء وخيران ويابسة تحتوي سهولاً وجبالاً وصحراء ووديان وكهوف ومغارات وعيون مياه بكل ما تحويه من كنوز طبيعية التي استطاع معها الإنسان التأقلم معها عبر الأزمان والعصور برغم متغيرات وتقلبات الطقس.

تقع ولاية طاقة على الشريط الساحلي لمحافظة ظفار شرق مدينة صلالة وتبعد عنها بمسافة 32 كيلومتر ويبلغ عدد سكان الولاية 2020م 21487 نسمه يعيشون في أكثر من 153 حي وتجمع سكاني وتعتبر مدينة طاقة من المدن التاريخية الهامة في ظفار، حيث تعتبر من أهم مناطق الصيد البحري بظفار إذ تشتهر الولاية بصيد السردين الذي يستخدم بعد تجفيفه كعلف للحيوانات وسماد للزراعة. ومعظم سكان الولاية يعملون بصيد الأسماك وتربية الماشية تحتضن الولاية مواقع أثرية عريقة أماكن سياحية مميزة. ويتبع لولاية طاقه نيابتان هما: نيابة مدينة الحق ونيابة جبجات ومركزان إداريان هما: خبرارت وشيحيت.

زوار 

تعتبر ولاية طاقة من أهم الوجهات السياحية التي يرتادها السياح في موسم الخريف السياحي، ويزداد تزاحم الناس عليها يوم بعد أخر لعدة أسباب لعل من أبرزها هو التنوع التضاريسي والجيولوجي في الولاية، كما أنها من أوائل الولايات في المحافظة التي تتأثر بموسم الخريف، وتتميز بمناطقها الجبلية وتشتهر بالعيون المائية، كما يوجد بها كهوف ومغارات وخيران بالإضافة إلى شواطئها الفضية التي تجذب السياح إليها، وتحوي أيضاً على العديد من المعالم الأثرية التي تحكي حضارتها.

تحوي ولاية طاقة العديد من المواقع الأثرية منها مدينة سمهرم التي تعتبر من أقدم المدن إذ يعود تاريخها للألف الثالث قبل الميلاد، وتتميز بمينائها الذي يعد من أقدم الموانئ في شبه الجزيرة العربية ومنه يصدر السلع والمنتجات المحلية إلى العالم. 

كما تمتاز بالمواقع الأثرية الموجودة في الولاية وهو حصن طاقة والذي يقع في وسط مدينة طاقة ويبعد عن ولاية صلالة  بحوالي 33 كيلومترا، وأقيم الحصن على الطراز العربي الإسلامي من حيث الشكل والتصميم والزخارف. 

وتشتهر ولاية طاقة بالعيون المائية والتي تعتبر من أهم المزارات التي يرتادها السياح، كما يوجد بها كهوف ومغارات وخيران، ويوجد بها شاطئ ( مدينة طاقة ـ خور روري )، والعديد من المحميات الطبيعية.

آثار 

ومن الآثار المعروفة في ولاية طاقة مدينة سمهرم بمينائها الشهير التي تعد من أقدم المدن الأثرية حيث يعود تاريخها للألف الثالث قبل الميلاد حتى أن النقوش الحميرية لا تزال واضحة على جدران القلعة وأعمدتها الموجودة هناك. ويعد مينائها من أقدم الموانئ في جنوب شبه الجزيرة العربية وكان يجري استخدامه في تصدير المنتجات والسلع المحلية إلى بلدان العالم وفي مقدمتها – بالطبع – اللبان والذي وصلت تجارته إلى مصر الفرعونية – خاصة في عصر الملكة حتشبسوت في القرن الخامس عشر قبل الميلاد – وهو ما يؤكده العثور على رسم لسفينة فرعونية كانت ترسو في ميناء سمهرم وهو الرسم الموجود حاليا في أحد المعابد بوادي الملوك في مدينة الأقصر الأثرية المصرية. كما يقال أيضا بأن جرار اللبان العماني المتجهة إلى ملكة سبأ – بلقيس – كان يتم تحميلها من ميناء سمهرم والتي كانت ترسلها الملكة في صورة هدايا إلى النبي سليمان بن داوود المتربع – آنذاك – على عرش ممالك الجان. وعلى هذا الميناء – سمهرم – يطلق الجغرافيون اليونانيون من أمثال (بولينوس واسترابو) اسم ( موشاك ) وهو ما يشير- حسب علماء الآثار المؤرخين- إلى أهمية هذا الميناء باعتباره مركزا إداريا في منطقة إنتاج اللبان.
بعثات أثرية 

وقد توجهت عدة بعثات أثرية لاكتشاف مدينة طاقة وتوابعها – وحديثا – ومن أهم هذه البعثات الفريق الأمريكي لدراسة الإنسان -حيث تم العثور- في عام 1952 على بقايا من المنحوتات الحجرية وبعض التماثيل كما اعتبرت بئر القلعة الموجودة هناك – بهندستها الرائعة وأحواضها الحجرية – من المعالم الأثرية الدالة علة الفن المعماري المتميز قديما . كما يوجد على القمتين الواقعتين على مدخل الميناء بقايا أسوار وجدران محصنة. ويعتبر حصن طاقة وأثار قلعة “غصبار” التابعة لمدينة الحق من المعالم الأثرية هناك كما توجد مقابر قديمة ترجع لفترات ما قبل الإسلام في شرق وغرب خور”صولي”. وإذا كانت الآثار الضاربة في القدم لمدينة طاقة ومينائها – سمهرم – تعتبر من المعالم المهمة التي تستحق وضعها في عداد موقع متميز على الخارطة السياحية للسلطنة فان الشواطئ الفضية لمدينة طاقة وعيونها المائية الثلاث في ( دربات وطبرق واثوم ) وكهوفها ومغاراتها وخيرانها تتكامل جميعها لتضعها في مركز الصدارة السياحية مع غيرها من المواقع الهامة في محافظة ظفار.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*