جريدة وجهات أول جريدة عمانية مختصه بالسفر و السياحة
يكتبه: محمود النشيط|
إعلامي بحريني
الكثير من المفاجآت تحدث أثناء السفر، والكثير من المسافرين يحاولون أن يستخلصوا الدروس والعبر، ويستفيدوا من الأحداث للتعرف على عمق بعض الأسباب التي تجعل الإنسان يربطها ببعض سواء كانت إيجابية أو سلبية وهذا ما سوف أتناوله على جزئين لكثرة الأحداث التي وقعت في الرحلة من مطار البحرين الدولي إلى القاهرة.
هذه أول مرة أحجز وأسافر في نفس اليوم في رحلة عمل بدعوة من وزارة السياحة المصرية للمشاركة في فعاليات قمة المركز العربي للإعلام السياحي، بصفتي نائب الرئيس للمركز في بلدي وأتشرف بالمشاركة مع الزملاء في الإعلام السياحي من معظم دول الوطن العربي لتبادل الخبرات على مدى خمسة أيام.
الرحلة تحمل الرقم E5 613 على شركة طيران من فئة الاقتصادي والذي شدني لها كثيراً بأنها مباشر من دون الحاجة للتوقف كالعادة في بلد الشركة الأم ومدة الرحلة 3 ساعات إلا أن الأحداث المتتالية فيها والعديد من المواقف التي حدثت كلها دروس وعبر يستفيد منها الجميع، طبعاً كلاً حسب قناعته وتحليله الشخصي للأمور من الزاوية التي يقتنع بها ولا نفرض على أحداً أمراً في قبول ما لا يقنعه.
الحدث الأول بدأ بالتأخير عن الإقلاع بما يعادل 45 دقيقة تقريباً، ثم شجار بين مسافر ومضيفة الطيران على المقاعد والطائرة ما زالت على أرض المطار، ولولا تدخل أحد مسؤولي خدمات المطار لتهدئة الأمر، وتعريف المسافر حدوده داخل الطائرة وإن تجاوزه قد يؤدي به لعدم السفر وتحويل الأمر إلى الشرطة للتصرف بناء على شكوى المضيفة والتسبب في تأخير حركة الطيران والذي يعد في القانون من المخالفات الكبيرة.
وبعد الطيران المتأخر ودخول وسط الأجواء السعودية بعد ساعة ونصف بالضبط حدثت المطبات وبعدها بقليل تحدث المفاجأة الكبرى غير اامتوقعة وسط ذهول الجميع بإعلان الطيار بضرورة الهبوط الاضطراري في مطار حائل الدولي لوجود حالة مرضية طارئة تحتاج المعاينة الطبية ومن ثم مواصلة الرحلة إلى وجهتنا الأخيرة.
هنا تبدأ فصول جديدة متتالية وعلى مدى ما يقارب الساعتين والنصف، أولاً مع رفض المريضة التي كانت في حالة صحية غير مستقرة، وبعد معاينة الطبيب لها داخل الطائرة بضرورة إرسالها إلى المستشفى والتجاوب معهم ومغادرة الطائرة وقد أخذ هذا الأمر وقتا طويلًا حتى بدأت تصرخ بأعلى صوتها رغم ألمها الشديد وإنها مستعدة لتحمل العواقب مهما كانت، ومستعدة للتوقيع على إقرار بذلك إلا أن الطبيب أصر على موقفه ورفض إعطاء تقرير للطائرة بالتحرك كما تنص قوانين الطيران عند الهبوط الاضطراري مما أشعل فتيل جديد وحرب كلامية بين المسافرين المتعاطفين مع المريضة وآخرين ضدها ليبدأ فصل جديد آخر أقدمه لكم غداً.
