يكتبه: محمود النشيط|
إعلامي بحريني – dailypr
يصادف 18 مايو اليوم العالمي للمتاحف، وهي مناسبة تحمل هذا العام شعار “قوة المتاحف”، وتحرص إدارات الآثار والمتاحف في كل العالم على المشاركة الفاعلة لاستعراض عدة أمور أبرزها خلق مبادرات لتشجيع الشراكة المجتمعية للمحافظة على التراث الأثري والذي يمثل الهوية الوطنية وتعزيز الإنتماء الوطني وهي مسئولية مشتركة بين المسؤولين وجميع أفراد المجتمع كما عبر عند ذلك مدير إدارة الآثار والمتاحف الدكتور سلمان المحاري من مملكة البحرين.
العديد من وكالات السفر والسياحي عند تنظيم البرامج السياحية للمنطقة العربية الآسيوية أو الاوروبية حتى الأقصى منها لا تخلوا برامجمهم من إدراج زيارة متحف أو أكثر، بالإضافة إلى المعالم الأثرية والتاريخية مثل القلاع والجسور والأسواق مع الجوامع والكنائس التي خصصت البعض منها متاحف خاصة بها على هيئة مراكز مصغرة تعرض فيها المقتنيات المختلفة التي تم العثور عليها في الموقع مع شرح باستخدام مختلف التقنيات واللغات لإيصال المعلومة بكل سلاسة للزوار، مع توفرها للزوار الافتراضيين أيضاً.
علم المتاحف والآثار والتراث خرّج الكثير من المختصين الذين يساهمون بشغفهم في هذا القطاع الحيوي على تخليد جزء من التاريخ مر على بقعة أو بلد من العالم، وخلّف آثارا متعددة أصبحت اليوم وجهة سياحية ثقافية هامة يقصدها الكثير من زوار البلاد لما يمثله دور العاملين في هذا القطاع الحيوي من قوه خارقة جعلت إنتعاش المتاحف الوطنية الرسمية أو الشخصية والتخصصية مثل متحف النفط – المتحف العسكري – متحف السجاد – ومتحف بيت القرآن وغيرها العديد من التخصصات التي تبرز جانب تاريخي مهم في كل بلد.
عمليات التنقيب منذ بداية القرن الماضي وربما قبله وإلى يومنا الحاضر مستمرة، وما زالت تواصل جهودها في البحث وعندها الأمل واليقين بأن كل ما تم اكتشافه هو القليل مما تخفيه الأرض في مواقع كثيرة شهدت تسجيل حضارات ووقائع متعددة مع قيام دور عبادة من مساجد ومعابد وكنائس حفظت في داخلها نفائس لا تقدر بثمن كما حدث مؤخراً من اكتشافات جديدة في بعض المناطق من مملكة البحرين التي تشتهر بمقابر أرض الخلود التي كانت عامرة بالمقتنيات الشخصية الثمينة التي دفنت من آلاف السنين مع الموتى من داخل وخارج الجزية الصغيرة.
المتاحف بكل أنواعها المغلقة أو المفتوحة، الصغيرة والكبيرة، المتخصصة أو الشاملة، في مختلف المواقع على الأرض أو في أعماق البحار لها قصص يشتاق لمعرفتها الكثيرون يرويها لهم القائمون عليها بكل رحابة صدر لأنهم يعشقون العمل للحفاظ على الهوية الوطنية والتاريخية بين الماضي والحاضر ويقدمونها لآلاف الزوار من مختلف دول العالم فلهم منا التحية والتبريكات في هذا اليوم العالمي.