مقال| سياحة المؤتمرات والمعارض

يكتبه: محمود النشيط|
إعلامي بحريني – dailypr

تتسابق الكثير من الدول الحديثة في تنمية الفعاليات السياحية لديها، خاصة بعد النجاح الكبير الذي حققته بعض الدول في أن تكون صاحبة النصيب الأكبر في استقطاب المؤتمرات والمعارض التجارية والمتخصصة، حتى أصبحت نسبة الإشغال الفندقي لديها في بعض المواسم إلى 100% وهو الإنجاز الذي تحقق في فترة زمنية قصيرة جداً مقارنة بالدول الأخرى التي كانت صاحبة الريادة في هذا القطاع.
العوائد المالية من سياحة المؤتمرات والمعارض كبيرة جداً، وتتفاوت من دولة إلى أخرى حسب قوة نشاطها في عمليات الترويج والجذب السياحي المصاحب لهذه الفعاليات التي يمكن أن يصطحب رجال الأعمال والمشاركين في المعارض أسرهم في رحلات الأعمال مما يساهم في نسبة إشغال فندقية عالية، وإنتعاش في حركة التسوق والترفيه التي تلبي جميع الأذواق والأعمار.
الحضور الميداني والمشاركة الفعلية في هذه المؤتمرات والمعارض أثناء الجائحة لمدة عامين أجَّل الكثير من هذه الأمور إلا أن العديد منهم واصل العمل في تنظيم الفعاليات عبر استخدام التكنلوجيا وعقد المؤتمرات بالتواصل الإلكتروني، والبعض أقام المعارض في العالم الإفتراضي حتى لا يخسر موقعه بين جمهوره العريض الذي اكتسبه على مدى سنوات ماضية.
هذا النوع من السياحة التجارية جعل الكثير من الحكومات العربية تخصص له مساحات شاسعة لبناء وتشييد قاعات المعارض المختلفة، وبناء الفنادق العالمية التي تجمع بين الفخامة والمساحة وجودة الخدمات التي يفضلها رجال الأعمال وكبرى شركات تنظيم المعارض العالمية لإقامة فعالياتها وفق الإشتراطات الخاصة التي تلبي حاجة المشاركين من مختلف دول العالم.
الحركة السياحية في موسم المعارض والمؤتمرات تنتعش بشكل كبير جداً، بدءًا من الإشغال الفندقي والمنتجعات مروراً بالمواصلات والإرشاد السياحي وزيارة المواقع الأثرية والمتاحف والأسواق الشعبية والمجمعات التجارية مع المطاعم وغيرها من الخدمات التي تجذب السياح إليها بشوق كبير للتعرف على البلد في أيام قصيرة لا تتجاوز الأسبوع، إلا أن البعض يمدد أكثر والبعض الآخر يعود للزيارة مع أفراد أسرته.
وللعلم بأن هذه الصناعة السياحية لها يوم مميز يحتفل به القطاع وإن لم يكن مشهوراً كثيراً في 12 أبريل ويعرف “يوم صناعة المؤتمرات والاجتماعات العالمي” وتقام فيه العديد من الفعاليات التي من شأنها تنمية هذ القطاع وتحفيز المستثمرين للدخول فيه لما له من إيرادات تفتح آفاقاً جديدة لهم.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*