مقال| المؤسسات الصغيرة قاطرة النمو الاقتصادي

تكتبه: ريما الساجوانية * 

تعتبر المؤسسات الصغيرة والمتوسطة حجر الزاوية في عملية التنمية الاقتصادية للدولة، كونها الأساس لنهضة الدول المتقدمة، لمزاياها المتعددة ومنها: عدم حاجتها للدعم المادي الضخم أو يمك القول قلة احتياجها للرأسمال الكبير لانشائها، وانها تساعد على تقليل عدد الباحثين عن العمل وتوفير فرص عمل جديدة أو من خلال قيام رائد الأعمال لتوفير دخل إضافي لنفسه كما أن مساهمتها في زيادة الصادرات، والشباب والشابات لديهم هائلة على الإبداع، واستيعاب التكنولوجيا الجديدة، ومعرفة السوق لقربهم من المتعاملين فيه وشغفهم لتحقيق أهدافهم ولهم طموحات عالية وقدرات على إنتاج المنتجات والسلع وخدمات جديدة وأيضا ما نراه الآن تزايد العدد الكبير من المؤسسات الصغيرة بسبب ما يتمتع به الشباب والشابات من الأفكار الإبداعية والابتكارية ويسعون جاهدين لابرازها بطريقة صحيحة واثبات جدارتهم في السوق المحلي.
ويمتاز أصحاب المشاريع الصغيرة بسهولة الإدارة والقيادة والتوجيه، والوضوح في اهدافهم والجرأة والحماس مما يساعدهم في الانتشار في السوق بطريقة أسرع.

إلا أن ما ينقص المؤسسات الصغيرة ، الدعم من الجهات الرائدة مثل الدعم المادي والمعنوي أيضا، فقد لاحظنا في البداية انتشار “كوفيد 19” منذ 2020 تحولات كثيرة ، حيث عانت الكثير من هذه المؤسسات من الخسائر الهائلة ما أدى ذلك إلى إغلاق بعض منها، كما واجهت بعضها تحديات كبيرة لاثبات مشاريعها حتى تعدي هذه الفترة. ولله الحمد الآن نحن في مرحلة بداية الانتعاش الاقتصادي الذي يعتبر دافعا كبيرا وضخما لابراز مؤسسات صغيرة أخرى جديدة، واستمرارية المؤسسات الصغيرة التي كانت موجودة سابقا في السوق، ولكن هل ما زالت المؤسسات الصغيرة تحتاج إلى الدعم أو هل نالت هذه المؤسسات الدعم الكافي لاستمراريتها في السوق؟.
كما نعلم تعتبر المؤسسات الصغيرة والمتوسطة هي المحرك الأساسي للاقتصاد، وتلعب دورا جوهريا في الاقتصاد المحلي والعالمي من حيث الإنتاج والابتكار والإبداع ولا أن ننكر هناك بعض المؤسسات الرائدة قامت بتشجيع هذه المؤسسات وقدمت لها الدعم، ولكن ما زال هناك الكثير من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تحتاج للدعم. هنا يأتي دور الجهات الحكومية والقطاع الخاص للأخذ بأيدي هذه المؤسسات وايصالها إلى قمة الجهات الرائدة من حيث الشراكة بين الطرفين أو تبني هذه المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتقديم الدعم المادي لها حتى تتمكن من إثبات جدارتها وعدم اغلاقها وأيضا توفير فرص العمل من حيث اقامة هذه مشاريع خاصة من حيث دراسة كم رأس المال التي تحتاح هذه المؤسسات ووضع المعايير التي تناسب حسب طبيعة المشروع وحجم العمالة المستخدمة حتى يمكنها من تقديم الفرص لها لابرازها في السوق العالمي من خلال مشاركاتها في الفعاليات والمعارض خارح السلطنة وأيضا بالتخصيص وإقامة المعارض الخاصة بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة بدون الرسوم بشكل مستمر وفي مختلف محافظات السلطنة مما يفتح لها الآفاق والأبواب لتعريفها بالعملاء محليا وعالميا.
ومن أنواع الدعم الذي تحتاجها المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، غرس فكرة ريادة الأعمال لها من حيث تقديم الدورات التدريبية حسب مجالات واختصاص المشروع وما يحتاجه لإقامة مشروع جديد وما هي الآلية التي يجب اتباعها حتى يستمر هذا المشروع من قبل الجهات المختصة في ريادة الأعمال. 
واذا تمت معالجة هذه التحديات والعقبات التي تواجهها وتقديم الدعم الصحيح لهذه المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، يمكن أن تكون هذه المؤسسات قاطرة لنمو الاقتصاد الوطني، فما تحتاجه المؤسسات هو الدعم الحقيقي والفعلي من الجهات الرائدة.

________
*مؤسس ورئيس مجلس إدارة مشاريع ريما المتكاملة لتنظيم الفعاليات والمؤتمرات والمعارض.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*