محمود النشيط*|
إعلامي بحريني – dailypr
كثير من السياح العرب الذين يقصدون الدول غير الناطقة بلغتهم، أو فيها القليل من الناطقين باللغة الإنجليزية يلجأون إلى الإستعانة بمترجم على أن يكون في الوقت ذاته مرشداً سياحياً، بل ويفضلون في الوقت ذاته أن يكون السائق أو صاحب السيارة أو الباص الذي سوف يتنقلون فيه طيلة رحلتهم.
خلطة ثلاثة في واحد لن تكون مجدية حتى وإن كانت اثنين في واحد، بل أن كل واحد متخصص في أداء عمله سوف يكون أكثر إجادة، وهذا لا يعني بأنه لا يوجد عنصر بشري شامل قد يؤدي كل هذه المهمات مجتمعة في وقت واحد إلا أن التكلفة غالباً سوف تختلف بلا شك والنتيجة لن تكون المرضية كما هو المؤمل والتمام والكمال لله عزوجل.
عندما يكون المرشد السياحي مؤهلاً سوف يقدم لك معلومات قيمة ستجعل من رحلتك التي أنفقت عليها الكثير ذات مردود آخر من حيث ما اكتسبته من معلومات تاريخية واقتصادية واجتماعية وغيرها مما يصعب على المترجم ربطها بما يشتاق السائح لمعرفتها، كذلك من ضمنها الوجبات الغذائية التي في حد ذاتها لها أسلوب في العرض يمتاز به بعض المرشدين بجدارة خاصة عندما يربطها بتاريخ أو مناسبات بعضها يقترب من تاريخك القديم.
ثقافة اللباس والبناء والحرف وأمور كثيرة تمتاز بها كثير من الدول عندما يسرد لك المرشد السياحي المعلومات عنها لن تكون كما يشرحها المترجم أو السائق الذي هو أكثر دراية بالطريق والأمور الميكانيكية ومواقع ورش التصليح إذا ما تعرض لأي عطل على الطريق.
المرشد السياحي المتمكن الذي يتمتع بسمات عديدة يجعل من رحلتك أكثر متعة خاصة إذا ما كان يتحرك وفق البرنامج السياحي المعد سابقاً، وينقل لك الحماس في الاستكشاف والاستمتاع بالأجواء والأماكن بفضل المهارات التي يمتلكها ويجعل من السائح يغض النظر أو التذمر عن أي موقف سلبي قد يحدث خارج عن إرادته إلا أنه يواصل البرنامج بكل أريحية.
بعض المغتربين العرب يعملون في مواسم السياحة خاصة الصيفية على أخذ هذا الدور وتقمص دور المرشد لإجادتهم اللغة بطلاقة إلا أن الإرشاد السياحي هي مهنة تدرس أكاديمياً وتمارس في التدريب المجاني لأشهر طويلة من أجل اكتساب المهارة ولغة الجسد التي تخول صاحبها أن يكون في مقدمة قائمة المرشدين المطلوبين دائماً للأفواج السياحية أو حتى الأفراد.