إسطنبول – العمانية|
يتنوع المطبخ التركي بمأكولاته اللذيذة التي تشبعت بعبق التاريخ المستمد من الشرق والغرب ويتفنن في تحويلها إلى قطع فنية تعكس الوفرة والحضارة والإبداع.
اشتهرت تركيا بمأكولاتها اللذيذة والمتنوعة عالميا بفضل اهتمام السلاطين العثمانيين بالموائد فكان الطباخون يتفننون بتقديم ألذ الأطعمة إذ ضمت هذه المطابخ نخبة الطباخين المتنافسين لإيجاد أفضل الأطباق.
ويقول المؤرخ التركي عثمان بولات، خبير في مجال الثقافة العثمانية، في تصريح لوكالة الأنباء العمانية: انعكست أسماء السلاطين على أطباق المطبخ التركي فتجد طبق باسم “إمام بايلدي” وكفتة داوود باشا و”أسليم كباب”.
وأضاف: انتشر المطبخ العثماني في عدد من المطابخ الأوروبية الشرقية والشامية مثل المطبخ اليوناني، والمطبخ الصربي، والمطبخ اللبناني.
وأحضر الأتراك أثناء الحكم العثماني العديد من الأطباق وطرق الأكل إلى بلدان مختلفة، مثل استخدام زيت الزيتون في السلطات، وطبخ لحم الحمل، كذلك نشروا التأثيرات التي اكتسبوها من بلدان أخرى.
ومن بين الأطعمة الأخرى التي تأثرت ونشرها العثمانيون: البقلاوة، وأوراق العنب، وكرات لحم الضأن، وأطباق الباذنجان.
وتشتهر تركيا بالمشاوي بأنواعها المختلفة كالكباب الذي يصنع من اللحوم المفرومة أو الدجاج أو الأسماك وخصوصا “كباب دونار” أي الشاورما، حيث موطنها الأصلي.
وفي مطبخ مدينة أيدامان حيث يتم إعداد “التشي كفتة” التي تعود للآلاف السنين وهي عبارة عن “برغل”، مضاف إليها البهارات الحارة، وتعود أصلها إلى المناطق الجنوبية في تركيا ومدن الجنوب الشرقي وخاصة مدينة أورفا وتقدم بشكل سندويش أو على طبق، مع الخس أو الملفوف والطماطم والبقدونس، ويتم تصدريها إلى دول البلقان وألمانيا واليونان.
وعندما ذهب السلطان “ياوز سليم” في القرن السادس عشر لزيارة إحدى المحافظات التركية تم استقباله بسفرة عامرة ومن بين الأطباق كباب “علي نازك” التركي أو بما يعرف بـ “اليد الجميلة” فأعجبته بشدة وسأل عن صانع هذه الأكلة مادحًا إياه، ولها اسم آخر “هونكاربياندي” أي أعجبت السلطان، وهي عبارة عن قطع لحم صغيرة توضع فوق الباذنجان المشوي وتؤكل مع اللبن والخبز.
وبالحديث عن المطبخ التركي لا يمكن إغفال المازة ذلك الكوكب الحافل بالأطباق الفاتحة للشهية والتي تشكل مزيجا فريدا من المكونات والأشكال والألوان والنكهات وقائمة لا تنتهي من السلطات الموسمية التي تدخل في تركيبها كل أنواع الخضار والبقول والأجبان والكبدة، الإضافة إلى متنوعات اللبن.
وأخيرا.. ففي المطبخ العثماني تصنع الأكلات من اللحم ويفضل لحم السمك ولحم الغنم بدلا عن لحم البقر كذلك يتم الاهتمام بالحلويات كثيرا ويجب أن يتصف الطباخ الذي يعمل في قسم الحلويات بالمهارة والذكاء حيث كانت للطباخين مكانة خاصة في العهد العثماني.