يكتبه: محمود النشيط *|
مع دخول العام الحالي 2022، انقشع كابوس الجائحة عن ما كان عليه خلال العامين الماضيين لدرجة أن التعافي الذي شهده العالم بدى واضحاً في العديد من القطاعات أبرزها القطاع السياحي بعد تخفيف العديد من دول العالم الاشتراطات الصحية ضد المسافرين منها وإليها طبعاً بنسب مختلفة من دولة إلى أخرى.
السياحة العائدة بحذر هي في مرحلة التعافي الاقتصادي جراء ما لحق بها من أضرار فادحة كبدت خسائر أرقامها مهولة مالياً، واجتماعياً بعد أن تسببت في تسريح الملايين وأغلقت الآلاف من المنشآت السياحية التي كانت تستقبل السياح من مختلف دول العالم مما يشكل إنفاقهم دعماً في الناتج المحلي والقومي.
بعيداً عن لغة الأرقام، ووفق المحللين الاقتصاديين الذين يبشرون بأن العودة لما قبل عام 2020 وإغلاقات كورونا يحتاج لمزيد من الوقت قد يمتد في بعض الدول حتى عام 2025، رغم أن الحكومات كلاً حسب حجم الأضرار التي لحقت بها تتسابق إلى بث الروح في هذا القطاع سريعاً وتقدم له التسهيلات بمختلف مستوياتها حتى يعود للإنتاج سريعاً.
الحرب الروسية الأوكرانية التي كانت سبباً آخر في إختفاء أخبار الجائحة، اعتبرها بعض المراقبين إنها قد تكون سببا جديدا في تعطيل عودة السياحة التي تتحرك للتعافي بحذر، إلا أن آخرون يصفونها بأنها لن تكون بقدر أضرار الجائحة وما خلفته رغم أن آثار الحروب المدمرة تحتاج سنوات أطول لبث روح الأمان لعودة السياح خاصة وأن البلدين المتحاربين حققا نجاحا سياحيا كبيرا في الآونة الأخيرة.
دول الخليج التي سارعت بطرح البرامج السياحية المتنوعة كانت الأسرع في النمو وبث روح العودة الآمنة للقطاع عبر تخفيف القيود وفتح المواقع السياحية وتفعيل البرامج سواء الخارجية أو الداخلية بنسبة 100% وهي من الأمور التي شجعت السياح على التزاحم بكل أريحية وأمان.
“الفورملا 1” في مملكة البحرين، وإكسبو 2020 دبي، وفعاليات بوليفارد الرياض وغيرها من الفعاليات كانت شاهدة على أن السياحة عائدة إلى مجدها الحيوي، وإن أشهر الصيف المقبلة سوف تكون محل استقطاب السياح من الداخل والخارج بعد أن كان سنوات الجائحة الفرصة التي استغلتها هذه الدول لتحسين خدماتها السياحية الداخلية وعملت على الترويج لها بقوة.
* إعلامي بحريني – dailypr