الموقع الأحفوري لجبل سان جيورجيو شاهد على الحياة البحرية في العصر الترياسي

بيرن – العُمانية|

 يُمثل الموقع الأحفوري لجبل “سان جيورجيو”، الذي يقع جزء منه في الأراضي السويسرية في حين يوجد الجزء الآخر منه في الأراضي الإيطالية، شاهدًا على الحياة البحرية في العصر الترياسي المعروف أيضًا بالعصر الثلاثي أيّ قبل ما بين 245 مليون و230 مليون سنة.
وقد سجل الجانب السويسري هذا الموقع في عام 2003 على قائمة التراث العالمي لمنظمة التربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) كما أنّ الحكومة السويسرية أدرجت هذا الموقع في القائمة الفيدرالية للتضاريس والمواقع والآثار الطبيعية ذات الأهمية الوطنية.
ويعتقد العلماء أن الموقع الذي يتضمن أحافير كاملة كان موجودًا قبل 240 مليون سنة تقريبا في بحيرة استوائية منفصلة نوعا ما عن البحر الذي تحميها منه شعاب مرجانية إذ اُكتشفت الأحافير الأولى في جبل “سان جيورجيو” في منتصف القرن الرابع عشر عندما بدأ استغلال الصخور الزيتية بهدف إنتاج غاز الإضاءة.
وبلغ عدد الاكتشافات في الموقع عشرات الآلاف وشملت الكثير من المخلوقات من ضمنها مئات اللافقاريات في مساحة الموقع الأحفوري التي تُقدر بحوالي 1089 هكتارًا.
وعثر باحثون إيطاليون وللمرة الأولى في 1998 على أحفورة لحشرة تعرف أكثر تحت اسم “بعوض جبل سان جيورجيو”. وتكتسي هذه الأحفورة أهمية خاصة لأنها تمثل أول اكتشاف لهذه المجموعة من المخلوقات التي تتميز بالتنوع الكبير في العصر الترياسي (الثلاثي).
وتمثل الزواحف الحيوانات الأكثر انتشارًا في “جبل سان جيورجيو”، حيث يُقدر العلماء وجود 25 صنفا أغلبيتها من الحيوانات البحرية ويصل طول بعضها إلى 6 أمتار، مع درجات متفاوتة من التكيف مع الحياة المائية ويعتقد على نطاق واسع أن ما لا يقل عن 50 صنفا من الأسماك توطنت المكان وعثر على أصناف عديدة منها في مراحل مختلفة من النمو، بل تمكّن الباحثون في بعض الأحيان من تحديد جنسها.
وأبرزت الأحافير أيضًا أصنافًا عديدة من الرخويات واللافقاريات الأخرى التي مكنت من فهم أفضل للظروف البيئية لتلك الحقبة الزمنية وتحديد تواريخ تقريبية لمختلف مستويات الأحافير، فقد عثر على أجزاء من النباتات البرية مثل الفروع والأوراق في الرواسب البحرية للموقع، وهو ما يُؤشر على وجود أراض أو جزر مجاورة.
ويُعدُّ “جبل سان جيورجيو” – كثير الأشجار وذو الشكل الهرمي أحد أهم الرواسب الأحفورية في العالم بالنسبة للحقبة الترياسية (الثلاثية).
وقد سمح التاريخ الطويل لدراسة الموقع والتسيير المنضبط لموارده بإيجاد مجموعة ذات جودة استثنائية من العينات الموثقة والمُفهرسة بشكل جيد بحيث تشكل أساسا صلبا لأدب جيولوجي غني.
ويخضع الموقع الأحفوري لتشريعات صارمة توفر حماية فعالة لموارده الجيولوجية، بما في ذلك تضاريسه الخلابة ومع ذلك فهو يحتاج إلى نسج علاقات ثابتة تربطه بمعاهد البحث الرئيسة حفاظًا على قيمته العلمية ومن أجل تقديمه بالشكل اللائق.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*