الاوبرا السلطانية تقدم العرض الرومانسي “لوتشيا دي لاميرمور” غدا الخميس

مسقط-وجهات | تعرض دار الأوبرا السلطانية مسقط يوم غد الخميس الأوبرا الرومانسية (لوتشيا ديزلاميرمور) للمؤلف الموسيقي الإيطالي الشهير جياتانو دونيزيتي ويستمر ثلاثة أيام.
يعتبر العرض واحدًا من ثلاثة أوبرات يتضمنها الموسم الحالي لدار الأوبرا السلطانية للمؤلف الإيطالي الشهير جياتانو دونيزيتي الذي قدم أعماله في النصف الأول من القرن التاسع عشر وتقدمه فرقة مسرح كارلو فيليس من مدينة جنوة الإيطالية، وهو من إخراج المخرج السينمائي الشهير داريو أرجينتو.
ويتصف العرض –الذي تدور أحداثه في سكوتلاند في العصر القوطي- بديكوراته المتقنة التي تحيي الطراز المعماري لتلك الحقبة، ونص الأوبرا مستوحى بالأساس من الرواية الكلاسيكية للسير وولتر سكوت التي تحمل عنوان (جسر
لاميرمور) والتي نشرت للمرة الأولى عام 1819م والرواية نفسها مبنية على حكاية شفهية يتناقلها أهالي سكوتلاند وتدور أحداثها في نهايات القرن السادس عشر في أراضي سكوتلاند المنخفضة المتصارعة، حيث يسيطر الرجال على مجريات الأمور وإنه عالم لا تترك فيه خصومات العشائر والمناورات السياسية والثارات القديمة مكانا لامرأة تقع في حب الرجل الخطأ.
وتتمحور الحكاية حول لوسي (لوشيا) آستون، والتي تعشق رجلا –يدعى إدجار-تعادي عائلته عائلتها، لذا فإن حبهما لا يجلب لها السعادة التي كانت تحلم بها والأسوأ من ذلك أن الحب يتحول إلى جنون مطبق وغضب عارم.
وتقع لوسي في شَرَك معقد، بين سيطرة إخوانها على القرار، وغيرة حبيبها إدجار، والعداوة المتأصلة بين عشيرتها وعشيرة حبيبها وما يحدث لاحقا أنه يتم توريط لوسي في زواج مرتّب، فتتحطم روحها الهشة وفي الأوبرا مشهد يعتبر الأشهر بين مشاهد الغضب والعصبية التي احتواها هذا العمل، هو المشهد الذي ينتظره جمهور هذا العرض دائما وإنه مشهد سخط لوسي على الوضع القائم، فتغني لوسي بصوت السوبرانو أغنية تضج بالعاطفة وتُشبِعُها أنغام دونيزيتي تأججا.
ويجسد هذا العرض نموذجا للأوبرا الرومانسية الإيطالية في مراحلها المبكرة، بوجود أسلوب أداء الـ (بيل كانتو)، وتعني حرفيا (الصوت الجميل)، حيث الاكتراث كبير بإيجاد مساحات غنائية داخل الأوبرا لتُظهِر فيها السوبرانو “حلاوة” صوتها عبر مستوى من أداء فنانة السوبرانو يسمى (كولوراتشورا) coloratura وهذا الصوت الجميل الذي غالبا ما يعبّر في هذا النوع من الأوبرات عن عواطف متأججة تسيطر عليها إما رغبات ارتكاب الجريمة أو نوبات الجنون والغضب العارم، أو الحتف، جميعها يتم التعبير عنها بالغناء القوي أكثر من المشاهد التمثيلية.
وتجسد (لوتشيا دي لاميرمور) حال الأوبرا الإيطالية في أوج عظمتها في القرن التاسع عشر، في صنف التراجيديا
الرومانسية وإنها حكاية مثيرة مفعمة بأغاني البيل كانتو(الصوت الجميل) والموسيقى المرهفة التي ستعزفها في هذا العرض الأوركسترا المذهلة لفرقة مسرح كارلو فيليس من مدينة جنوة وإنه من نافل القول أن حكاية هذه الأوبرا لا تزال مرتبطة بواقع عصرنا، حيث ما زالت تجري الكثير من وقائع الزواج المرتب وزواج الإكراه في الكثير من مناطق العالم وثقافاته.
الجدير بالذكر أن هناك عرضين أوبراليّين آخرين لجياتانو دونيزيتي على جدول العرض في موسم 2015 / 2016 بدار الأوبرا السلطانية مسقط الأول هو (إكسير الحب)وهو أوبرا كوميدية تدور حول جُرعة الحب، تقدمها فرقة (لا فينيس) من مدينة البندقية في 17 و19 و20 فبراير القادم والثاني هو (ابنة الكتيبة) وهي أوبرا ساخرة عن فتاة ربتها كتيبة كاملة، تقدمها فرقة مسرح ماسيمو من مدينة باليرمو، وتعرض في 11 و12 و14 مايو القادم.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*