يكتبه: حمدان البادي |
الحديث عن دورات المياه شيء مقرف كحال الصور التي يتم تداولها على منصات التواصل الاجتماعي وما طالها من عبث وتخريب وإهمال والحال أيضا يسري على الحالة التي وصلت إليها بعض مواقف السيارات على الطرق الرئيسية التي تخلو من أي شيء وكانت فرصة لأن يترك البعض عليها فضلاته كأماكن عامة لتلبية نداء الطبيعة.
المشكلة معقدة وعامة ومستدامة والمسؤولية مشتركة بين الجهات الخدمية والأفراد وحتى المستثمرين فبين ندرة دورات المياه وعدم توفرها، هناك من لا يزال يراها حمامات ويقول “صاهن اللا حمّامات” ويغيب عن ذهنه إنها بيت الراحة ومثلما يحبها نظيفة يجب أن يتركها نظيفة.
يحدث هذا في كل مكان حتى في جهات العمل التي يرتادها موظفين كبار وعقال وبكامل وعيهم، إلا أن قلة منهم إلى الآن لا يسحب “السيفون” أو حتى يلتفت للوراء للتأكد إن كل شيء على ما يرام، وفي اعتقادهم أن هناك عمال نظافة وسيقومون بهذه المهمة، والبعض يتفنن في “رش” الماء في كل مكان وكأن عاصفة مرت من هناك، ويا “جبل ما يهزك ريح” حتى لو تطوع أحد الموظفين وكتب تنبيه بترك المكان أفضل مما كان.
لهذا نجد العذر للقائمين على دورات المياه في المساجد حين يغلقوها بعد انتهاء الصلوات لأن الحال من بعضه والمشكلة مستمرة وإن تركت مفتوحة سيفقد القائمين عليها السيطرة كما فقدت السيطرة على الكثير من دورات المياه العامة بالرغم من وجود من يقوم على خدمتها.
توجد تجارب وحلول كثيرة تمت في سلطنة عُمان وبعضها ناجح وهناك دورات مياه نظيفة ومجانية وأخرى بفلوس لكن المشكلة أغلبنا تشكلت لديه صورة ذهنية تحول دون وصلهن، اليوم تعد “دورات المياه” من أبرز مطالب السياح ومن الطبيعي مع الإعلان عن كل مشروع سياحي كبير وحيوي هناك من يتهكم بسؤال: ودورات المياه؟. حتى أصبح الحال أشبه بمن يشير بأصبعه إلى القمر ونحن لا نرى إلا أصبعه يحدثونا عن المشاريع المليونية التي تدعم السياحة ونحن نحدثهم عن دورات المياه.
مع يقيني بأن المسؤولية مشتركة والواحد منا يقدر يتصرف بإنسانية من دون أن يكون مقرفا لأن الحديث عن هذا الموضوع أصبح مقرف ومنكم السموحة وسؤال أخير لمن يصل إلى هذه الجزئية من المقال : أيش الحل في رأيك على الأقل حتى نترك الموجود من دورات المياه نظيفا وصالحا للاستخدام الآدمي؟.