مقال| المبادرات الخضراء

يكتبه: حمدان البادي|
 
في القرية التي أعيش فيها تبنى الشباب فكرة إعادة زراعة الأشجار التي تتميز بها البيئة كالشوع والسدر والسمر والغاف في الأماكن العامة وأدخلت لها بعض الأشجار مثل الشريس والسمر الاسترالي في الأماكن القريبة من البيوت. 
أما الشارع الذي أسكن فيه في مسقط فهو أجرد عبارة عن كتل خرسانية من الأسمنت والبيوت تأتي على شكل توين فيلا لا توجد بها زوايا تستوعب أي مساحة خضراء أو مزروعات يمكن لها أن تكسر الخرسانات الإسمنتية وتمنح المكان حياة وما يمكن أن تحدثة هذه الأشجار في دورة حياة. 
أسوق هذه المقارنة بين مكانين يختلفان في المقومات والإمكانيات حيث يعتبر المكان الأول رعوي والماشية أكبر تحدٍ لنمو هذه الأشجار إلى جانب عدم توفر المياه إلا ما تجود به الآبار وصهاريج الماء بعد أن يستغني الناس عن جزء من حصتهم ومع ذلك كانت التجربة ناجحة والشباب وقفوا على تلك الأشجار بالتسوير والري والمتابعة والاهتمام. يأتي ذلك والقرية عبارة عن سلسلة من المزارع المتصلة والمنفصلة وهي بحد ذاتها مساحة من الاخضرار الذي يمنح المكان أكثر من حياة. 
أما العاصمة مسقط وبالرغم من اهتمام البلدية بالاكثار من المساحات الخضراء على الشوارع الرئيسة وبعض الأماكن، إلا إن مساهمة الناس بزراعة شجرة قليلة وربما يعود ذلك إلى تكلفة الماء ونمط البناء السائد الذي يجرد المساحات السكنية من أي مساحة خضراء ويحاول أصحاب البيوت حشو بيوتهم بكل ما يمكن حشوه من بناء في تلك المساحة السكنية من دون وضع أي مساحة لزراعة شجرة تسهم في إعادة التوازن للبيئة وتجعل الحياة أفضل وأجمل.  ولان للبيئة علينا حق، فأفضل ما يمكن تقديمه في هذا الجانب هو زراعة شجرة والتكفل بالعناية بها حتى يشتد عودها، خاصة إننا سنويا نحتفل بيوم البيئة ويوم الشجرة وعدد لا حصر له من الاحتفالات ومسمياتها، التي تأتي في هذا السياق إلى جانب المبادرات التي تأخذ حيزا من الاهتمام وتضيع مع مرور الوقت لقلة المتابعة.
وهنا نوجه تحية لاصحاب المبادرات المجتمعية على جهودهم بزراعة الأشجار والعناية بها من أفراد ومؤسسات المبادرة المشتركة بين هيئة البيئة وشركة تنمية نفط عمان لزراعة 10 ملايين شجرة برية خلال السنوات العشر القادمة وهي نموذج جدير بالاهتمام، ونسأل الله أن يكتب لها النجاح.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*