مقال| ظواهر وممارسات تشوّه صورة سياحتنا الجميلة


يكتبه: د. رجب العويسي|


في مشاهد يومية متكررة تتجافى ومنظور التحضر الإنساني والذوق الراقي في التعاطي مع فقه النظافة العامة وما تعكسه سلوكيات البعض في أوقات الاجازات الرسمية الوطنية والدينية او إجازات نهاية الأسبوع وغيرها، من حالة الاستهتار والمزاجية في التعامل مع هذا الجانب، وما يتركه أمام أعين السائح أو الزائر أو المواطن نفسه من مناظر غير مريحة في الأماكن السياحية والطرقات والاستراحات وأماكن الاستجمام أو في الشواطئ والافلاج وأمام البيوت والمتنزهات والمساحات الخضراء وغيرها، من ترك للنفايات على الأرض أو رميها في غير الأماكن المخصصة لها.
إن ما ترصده عدسات المصوّرين والناشطين في منصات التواصل الاجتماعي، من صور تشوّه صورة السياحة والمظهر العام، مؤشرات تدق ناقوس الخطر، ولعلها رسالة لإخبارنا بأن جهودنا في تعاملنا مع مفهوم النظافة، ناقصة غير مكتملة أو غير مفهومة من قبل المواطن نفسه، وأن عمليات التوعية والتثقيف ودور الاعلام فيها لم يصل إلى تحقيق أرصدة نجاح في مساري التأثير والاحتواء لمختلف شرائح المجتمع وفئاته.
لقد شكّلت هذه الظواهر السلبية محطة تأمل لدى المخلصين من أبناء المجتمع، ومدخلا للبحث عن أرصدة نجاح قادمة، يصنعها المواطن نفسه، عبر مبادراته التطوعية، وجهوده الساعية نحو نشر ثقافة النظافة العامة، واسهمت هذه الجهود التطوعية التي قدمها الشباب والأطفال والكبار، والنساء والرجال لينتشروا في الشواطئ والوديان والصحارى والخلجان حاملين مبدأ ” عُمان نظيفة” طريقهم لرسم صورة أخرى غير تلك التي خلفها وراءهم الغوغائيون والمستهترون.
ويبقى الطموح المجتمعي في تبنّي سياسات أكثر نضجا ومهنية في التعامل مع الموضوع، مستفيدين من البنية المؤسسية والتشريعية التي ارتبطت به، وجملة المواد التي أوردها قانون الجزاء العماني بما حملته من جزاءات وعقوبات، وأهمية المتابعة لها من قبل المؤسسات وأبناء المجتمع المخلصين، في سبيل إعادة هندسة بناء مفهوم النظافة وثقافتها في سلوك المواطن، وتقريب الصورة اليه نحو قيمة المكان وأهمية المحافظة على نظافته وتنظيمه وترتيبه، عبر مبادرات يقودها الشباب تستهدف تصحيح المفاهيم المغلوطة حول هذه الظواهر التي باتت تضر بالسياحة والبيئة والذوق الوطني العام.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*