يكتبه: حمدان البادي|
“النار” أو “نار الجماهير” واحد من أشهر الثيران التي صالت وجالت في ساحات مناطحة الثيران في ساحل الباطنة والتي تشكلت قيمته السوقية من الجولات المكتسبة في حلبات المصارعة ليتسابق عليه الشراء والمغامرين والشغوفين بالتحدي في هذه الرياضة التي يعرفها ساحل الباطنة منذ القدم وهي أكثر من مجرد نشاط يقف فيه ثورين رأس برأس ليكسب أحدهم الجولة وقد تهيأ لها.
هي نشاط متوارث، يقال إنه أرتبط بالزراعة التي تعتمد على الثيران في الزجر والحرث في ساحل الباطنة الخصيب ارتبط بالإنسان منذ الصغر حتى مرحلة متقدمة في العمر ويرخصون من أجلها بآلاف الريالات التي تدفع شهريا في سبيل إعداد الثور وتجهيزه ليكون ندا للثيران المشاركة مما يرفع قيمته السوقية بعد كل جولة مكتسبة ويمنح صاحبه الشهرة والحضور المجتمعي بين المشاركين والجمهور.
مناطحة الثيران واحدة من الأنشطة التي يتميز بها العمانيون ولها عشاقها وجمهورها وقد عادوا هذه الأيام بثيرانهم إلى ” الحوطة” بعد توقف دام لأشهر بسبب القيود التي فرضتها جائحة كورونا، والقرار الذي أزعج شريحة واسعة من محبي هذه الرياضة الصادر باللائحة التنفيذية لقانون الرفق بالحيوان عن وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه، وقد أشار بعقوبة من يستخدم الحيوانات بصورة منافية لطبيعتها في أداء العروض الفنية أو الترفيهية كحلبات المصارعة.
وقد أخذ القرار الكثير من التأويلات والتفسيرات التي أشارت بأصابع الاتهام لمناطحة الثيران وهو القرار الذي قابله ملاك الثيران بالاستغراب وهم الحريصون كل الحرص على تقديم العناية الفائقة لثيرانهم لتكون حاضرة بكامل عافيتها وتؤدى دورها بحضور العقيد والقبيضة حيث يكون الأول حكما والثاني من يمسك بحبال التحكم لفض أي التحام عنيف بين الطرفين.
ولأن الناس فيما يعشقون مذاهبد وهذه الرياضة أثبتت حضورها واستمراريتها عبر أجيال مختلفة فهي بحاجة لأن تكون ضمن خارطة الموروث الشعبي وعلى خارطة الأجندة السياحية وتعزيز حضورها بين محبي الرياضة وممارسيها حيث يجدون انسهم وراحتهم ويتبعون شغفهم ويرخصون بأموالهم لاقتناء أفضل الثيران وتأهيلها لتكون ندا يخطف الاضواء ويسجل لصاحبة الألقاب.
ومن شأن هذا النشاط أن يسهم في تعزيز الحركة السياحية في الولايات التي تشتهر به وتمارسه في نهاية كل أسبوع خاصة إن بعض الحلبات مهيأة لاستقبال الجماهير وأصبحت علامة يشد الجمهور رحالهم باتجاهها كما هو الحال لبعض الاسماء التي فرضتها نفسها وما ” نار الجماهير” إلا مثال لأشهر من نار على علم وقد تجاوزت قيمته 30 ألف ريال كما يقال.