يكتبه: د. رجب العويسي|
بعد المؤشرات الإيجابية التي تظهر تراجعا كبيرا في الحالة الوبائية لجائحة كورونا “كوفيد19″، وايذانا ببدء موسم سياحي جديد مع الانخفاض التدريجي المتوقع في درجات الحرارة وقدوم فصل الشتاء والفرص التنافسية للسياحة في الأشهر الخمسة، والتي يتوقع خلالها تنشيط السياحة الداخلية من خلال تعزيز حضور الفعاليات السياحية والتسويق فيه، على مستوى محافظات السلطنة وتوظيف المقومات التراثية (القلاع والحصون والبيوت الأثرية)، والبيئات السياحية (الاودية والعيون والبرك المائية والأفلاج العريقة)، والمتنزهات الطبيعة العامة الجبلية والصحراوية والبحرية، والمواقع السياحية المتجددة ( النزل الخضراء، والنزل التراثية، والمجمعات السياحية والتجارية)، وغيرها كثير.
فمن شأن هذه الفعاليات السياحية العامة إعادة انتاج المفاهيم والفرص السياحية وتجديدها بطريقة أكثر واقعية وسلاسة وبساطة ويسر، بما يتناغم مع شغف واهتمام أبناء المحافظات في ظل حالة الركود التي أصابت هذا القطاع منذ بدء الجائحة، وهي فرص لحراك مؤسسي وأهلي نحو السياحة الداخلية، وتوجيه بوصلة الاهتمام للمقومات السياحية بالمحافظة وولاياتها، ومدخل استثماري لأصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والأهالي في تنشيط الحركة السياحية وتأصيل الاهتمام بالموروث الحضاري الوطني بما يتبر عنه الفعاليات والبرامج من روح الانسجام بين الاصالة والمعاصرة، ويسهم في خلق أجواء جميلة من الانس والاحتواء، واستغلال طاقات الشباب وكبار السن في تنفيذ بعض الفعاليات الثقافية والمسرحية وغيرها ليقدم خلالها المشهد السياحي في شكل جديد ومسار متجدد يحتوي كل فئات المجتمع.
وبالتالي أن تؤسس هذه التظاهرات والفعاليات لمنظور سياحي يستفيد من كل المحطات التراثية والمتاحف والمخطوطات والمنتوج الفكري وتفعيل دور المكتبات والرواق العلمي والمعرفي، والجامعات والكليات والمدارس، والمنتجات المحلية لأسر الضمان الاجتماعي ومحدودي الدخل أو ابتكارات طلبة المدارس والجامعات، والشركات المحلية العاملة بالمحافظة لرعاية الفعاليات، وتمارس خلالها العديد من الأنشطة التقليدية وسباقات الفروسية والهجن والموروث الحضاري التي تتميز بها ولايات المحافظات، وأن تتجه جهود وزارة التراث والسياحة مع المحافظات في تنشيط حركة السياحة الداخلية في الموسم الشتوي القادم وعبر تبني مبادرات جادة وأطر عمل واقعية، ومحطات ترتقي بالأداء السياحي، وترسم صورة مشرقة لمشهدنا السياحي وتجلياته بعد غياب طال أمده.