يكتبه: بدر الذهلي |
أثر الإعصار المداري “شاهين” بداية الأسبوع الماضي على عدد من محافظات سلطنة عُمان الشمالية منها مسقط وشمال وجنوب الباطنة، إلا إنه أحدث أضرارا كبيرة جداً في ولايتي السويق والخابورة حيث كان هنالك دمار كبير في الممتلكات والمزارع والبنية الأساسية في هاتين الولايتين.
ومع انكشاف الأضرار الناجمة عن الإعصار وتأثيراته عبر مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام الرسمي أخذ الفضول الكثيرين من المواطنين بل عدد من مواطني الدول المجاورة للذهاب إلى هذه المواقع ونقل المعاناة التي يعيشها كثير ممن تضرروا والخراب الذي لحق بعدد من القرى الساحلية منها. والبعض الاخر بادر في تقديم المساعدة والعمل التطوعي لخدمة المجتمعات المتضررة سواء بإزالة الأضرار أو تقديم المؤونة الضرورية.
إلا أن هذا النوع من الزيارة التي يقوم بها المواطنين والمقيمين والقادمين من خارج السلطنة في مثل هكذا كوارث طبيعية له تفسير في أدبيات السياحة حيث تصنف منظمة السياحة العالمية نمط السياحة السوداء (Dark Tourism) بأنه نوع من أنواع السياحة المرتبط بزيارة الأفراد إلى مواقع أو مقاصد مرتبطة بأحداث مأساوية أو تراجيدية، بالإضافة إلى النوع الآخر وهو السياحة التطوعية (Volunteer Tourism) وهو أيضاً نوع من أنواع السياحية التي يقوم بها الأفراد إلى مواقع أو مقاصد لتقديم المساعدة الإنسانية للمتضررين.
وأخذت الكثير من الدول السياحية حول العالم هذا النمط كمصدر جذب سياحي للكثير من السياح ونذكر هنا مثالا وليس الحصر، متحف كارثة هيروشيما ونجازاكي في اليابان الذي يحاكي تلك الكارثة الأليمة التي عانى منها الشعب الياباني بعد الحرب العالمية الثانية. بالاضافة إلى ذلك نذكر أن إندونيسيا في العام 2004، شهدت ارتفاعا في عدد السياح إلى جزيرة بالي التي دمرت بسبب حادثة المد البحري (تسونامي) وبعد تتبع دوافع زيارة هؤلاء السياح وجد انه لديهم الرغبة في التعرف عن قرب على الأضرار التي خلفها هذا المد البحري. وأعطى هذا النوع من السياحة شهرة لهذه المناطق لاحقاً إزدياد معها عدد السياح القادمين إليها.
فلا غرابه أن نجد خلال الأيام القادمة توافد عدد كبير من المتطوعين والزوار للولايات التي تضررت جراء الحالة المدارية، فالسياحة نصيب في تعريف هذا النوع من الأنشطة وقيمة في النهوض مجدداً بالمجتمعات المحلية في مختلف الظروف وليس كما يتصورها الكثيرين كالترفيه والاستجمام المعروفة.
حفظ الله الجميع من كل سوء ومكروه.