يكتبه: يعقوب بن يوسف البلوشي|
حين تمعنت في الفكرة التي قام عليها الجناح العماني في إكسبو 2020 دبي وجدتها تركيبة مدهشة تلامس شعار الحدث العالمي ” تواصل العقول وصنع المستقبل” بتكاملية جيدة، حيث أن شجرة اللبان كانت سبباً في تواصل حضاري بين عُمان والفراعنة في مصر، حيث استخدموا اللبان في سر خلطة التحنيط المعقدة والتي ما زالت مكمن سر دفين مرتبط في الحضارة الفرعونية.
فهذا التواصل الحضاري التاريخي ينم عن أهمية شجرة اللبان تاريخياً، وكذلك كان هناك تواصل اجتماعي – ديني بين العمانيين والحضارة الهندية فبعض المعابد الهندية ما زالت تستخدم بخور اللبان في ممارسة طقوسها الدينية، كما أن بعض الكاتدرائيات الأوروبية عمدت على استخدام بخور اللبان في أروقتها يوم الأحد من كل أسبوع.
فهذا التواصل بين الحضارات والديانات تاريخياً سببه شجرة لُبان من ظفار مما عزز من قيمة الفكره القائمة في الجناح العماني، فمن خلال اللبان ومشتاقته نستطيع أن نصنع المستقبل أكثر مما هو حاصل الآن وذلك من خلال ابتكار استخدامات متعدده فمثلاً وجود اللبان في تركيبة عطور أمواج العمانية وهي علامة تجارية عالمية الانتشار ساهمت في التعرف على جودة المنتج العماني وأصبح ينافس العلامات التجارية المشهورة عالمياً، وايضاً نستطيع أن ندخل اللبان في المنظومة الطبية لاستخدامه كعلاج للعديد من الأمراض خصوصاً أن اللبان الحوجري الذكر عُرف عنه قيمته الطبية شعبياً.
اللبان اليوم حاضر بقوة في أكبر تجمع ثقافي سياحي ” إكسبو 2020 دبي ” وهي منصة ممتازة للتعريف السياحي عن السلطنة ومقوماتها الطبيعية وتاريخها والتواصل الحضاري بينها وبين دول مثل الصين وأمريكا ومصر وأفريقيا وحجم التأثير الاجتماعي السامي الذي أوجده العمانيين في تواصلهم مع الحضارات الاخرى، فشجرة واحدةٍ من أرض عُمان قد تكون كفيلة بمنح صورة حقيقية عن الإنسان العماني وطبيعته السمحة وكرمهُ المضياف وبلده المعطاء ولربما قد تبدو أبلغ من العديد من الحملات الإعلانية لجذب الآخر لعُمان، فكيف لو أشتغلنا على العديد من الأفكار السياحية واستنبطنا من التاريخ الدروس للاستفادة فلربما تكون السفينة السمبوق هي عنوان الجناح العماني في إكسبو أوساكا في اليابان عام 2025.