مقال| شاهين

 يكتبه: حمدان بن علي البادي|
  

تواصل سواحل السلطنة أمتصاص اضطربات المحيط الهندي، التي تحدث بين الحين والآخر كعواصف وأعاصير تروع الناس وتحرك هدوء السلطنة مع كل حالة منذ أن تتشكل حتى تصل إلينا أو تموت قبل ذلك أو يصرفها الله عنا في المحيط. 

 هذه المرة كانت السلطنة في موعد مع “شاهين” الحالة المدارية التي تم تصنيفها كأعصار من الدرجة الأولى وعبر مسارا جديدا بإتجاه ساحل الباطنة مرورا بمسقط وقد تركت أثرها على المكان بعد أن قضت مضجع الناس في تجربة لا نريدها ونسأل الله أن يعطينا خير الحالات المدارية ويكفينا شرها. 

بعد كل حالة مدارية نقول الحمدلله إن مرت بسلام حتى وإن كانت قد تركت بعض الأضرار في الممتلكات وكما يقولوا ” في المال ولا في الحال” والله يعوض الجميع والناس فيها الخير لتعين وتعاون بعض، وتتكاتف حتى تستعيد عافية ما بعد الأعصار، ونسأل الله أن يرحم الأرواح التي فقدت وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان.  

بين جونو في يونيو من 2007 وشاهين في أكتوبر 2021 أختبرت السلطنة بعدد من الحالات المدارية التي جاءت بتصنيفات مختلفة وتركت تجارب متعددة من الجنوب حتى الشمال في مؤشر إن سواحل السلطنة باتت عرضة للأعاصير أكثر من السابق وكنا نظن إن بحر العرب قادر على أمتصاص حدة أضطرابات المحيط الهندي ليصل إلينا خيرها تسبقه ريح البحر ونسماته.  

شاهين تجربة إنسانية تضاف للتجارب السابقة التي مرت بها السلطنة، تجربة لا حول ولا قوة لنا في مواجهتها سوى بالدعاء  وأخذ المزيد من الاحتياط، تجربة لن تكون الأخيرة، لهذا يجب تعزيز الاستعدادات لمواجهة مثلها من حالات والاستفادة من التجارب التي رصدها الناس، بخيرها وشرها، والأخذ بها مستقبلا، تجربة تؤكد حب الناس لبعضهم وقلوبهم مع بعض تزيدهم صلابة وخبرة في التعامل مع الحالات المدارية والأودية لتبقى سلامة الإنسان فوق كل اعتبار مهما كانت الحالة الجوية وشدتها.  

 هذه الأنواء المناخية تضع السلطنة تحت مجهر المهتمين من الباحثين وهواة الطقس وتوجه الانظار بإتجاه بحر العرب وسواحل السلطنة مع كل حالة تتشكل للرصد والدراسة، وبالرغم من كل شيء حدث “شاهين” نعمة من رب العالمين سيعم خيرها على الأرض والإنسان، وكلمة شكر يجب أن تقال لكل الجهود التي بذلت من قبل مختلف الفرق التي كانت في الميدان واشتغلت في ظروف لا يمكن التنبوء بها ومع ذلك كانت على مستوى الحدث وعند ثقة الجميع فلهم كل الشكر والتقدير وجزاهم الله عنا خير الجزاء.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*