مقال| لا تفرطوا في الطيران العُماني

يكتبه: يوسف بن أحمد البلوشي| 

أنشىء الطيران العُماني عام 1993 كأول طيران كشركة مساهمة عامة، لكن الإدارات التي تعاقبت على الناقل الوطني العُماني، لم تحقق الاهداف الاستراتيجية لهذه الشركة التي صارعت عمالقة شركات الطيران في منطقة الخليج طوال السنوات الماضية.
تعاقب على الطيران العُماني عدد من رؤساء مجالس الادارات والرؤساء التنفيذيين، لكن لم يحققوا هدف معادلة الصفر بين الربح والخسارة طوال السنوات الماضية، لأسباب متعددة منها حالة السوق وبعضها سوء إدارة. 
ظل الطيران العُماني يترنح بين تعدد الرؤساء التنفيذيين الأجانب الذين لم يحققوا نجاحات تذكر بعضهم غير شعار النقالة من الخنجر إلى مبخر اللبان الظفاري، وآخر فتح محطات وأغلق أخرى لأسباب غير مدروسة بجدوى اقتصادية رغم نجاحات ناقلات خليجية لتلك المحطات.
اليوم الطيران العُماني يبني نفسه بنفسه، ويسعى لمقارعة نقلات خليجية وينافسها في سوق الطيران والسفر والسياحة. الطيران العُماني ناقل وطني مهم السلطنة يجب ألا نفرط فيه في بيع حصة منه لشركات أخرى تسعى للاستحواذ على نسبة منه لتسيطر عليه وتقلل من شأنه.
الإخفاقات الإدارية تحصل ويمكن تغيير سياسة الشركة واستراتيجيتها حسب متطلبات سوق السفر، ويجب أن تعمل الإدارة العليا نحو البحث عن وجهات وأسواق جديدة بين فترة وأخرى في سوق تنافسي لا يرحم أحدا وكل شركة طيران تبحث عن موطىء قدم لها في هذا الفضاء الرحب.
خسرنا الكثير في سنوات ماضية، لكن عَلِينا ألا نخسر ناقلنا الوطني وبيع حصة منه لشركة أخرى، رغم تحديات السوق ومتغيرات عالم السفر الذي يعاني كثيرا بعد “كوفيد 19”. 

بيع حصة من الطيران العُماني، حسب المتداول غير المصرح رسميا، يعني فقدان جزء من منظومة اقتصادية وطنية داعمة لقطاعنا السياحي. عَلِينا أن نغير من استراتيجيتنا بعد وجود مجلس إدارة جديد يدير دفة الطيران العُماني، فقط بعيدا عن بيع ناقلنا الوطني لشركة أخرى منافسة سياحيا واقتصاديا. 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*