بقلم: إيمانويل فيراتي|
في سبيل الانطلاق نحو عالم ما بعد الجائحة، يمكن للشركات أن تصمم استراتيجياتها التسويقية لتناسب تفضيلات المستهلكين. وباعتبار أن جزءاً من العالم قد خرج من الجائحة، تشعر شركات السفر والنقل بالتفاؤل تجاه احتمال حدوث انتعاش في طلب المستهلكين. ومن بين القطاعات التي تضررت بشدة من “كوفيد-19″، من المحتمل يزيد الإنفاق السنوي على الإعلانات عام 2021 بنسبة 28 % للسفر، و15 % في الإعلام والترفيه، و5 %في البيع بالتجزئة.
ومع ذلك، وعبر السنوات، كانت شركات الطيران والفنادق وشركات الرحلات البحرية ووسطاء السفر تعاني لتحقيق أقصى استفادة من الميزانيات التي خصصتها للتسويق، حيث تضيع فرصاً لإسعاد العملاء بسبب اعتمادها على عروض “بقياس واحد يناسب الجميع”، ونشر أصول التسويق الرقمي بشكل غير فعال، والفشل في تقديم تجربة سلسة للمستخدم. وغالباً ما تفشل استراتيجيات التسويق الموحدة هذه لأنها لا تلبي احتياجات المستهلكين المختلفة وتخاطب سلوكاتهم ومواقفم المتباينة؛ إذ وجدت دراسة استقصائية أجرتها شركة جوجل شملت 1990 مسافرًا أن شرائح المستهلكين المختلفة تشترك في تفضيلات محددة لأماكن الإقامة والوجهات والنقل والميزانية وغير ذلك.
ومن خلال تقييم المستهلكين بناءً على خمسة عوامل، حددت شركة “باين” خمسة نماذج أساسية للمسافرين.
1. من المرجح أن يسافر الأغنياء لمسافات طويلة، وهم ينفقون أكثر من المتوسط – نحو 22%، أي نحو 1000 يورو إلى 2500 يورو في الرحلة.
2. غالباً ما يكون الأشخاص المحبون للسفر أصغر سنًا، ويتميزون بأنهم مستهلكون يتمتعون بالذكاء الرقمي، ويبحثون عن أفضل أماكن الإقامة والتجارب والخدمات.
3. يهتم المسافرون المحبون للراحة في المقام الأول بمواقع الاسترخاء، مثل شاطئ البحر، وأماكن الإقامة الفاخرة، حيث تفضل الغالبية الفنادق من فئة 4 إلى 5 نجوم.
4. عشاق الرياضة، يبحثون عن النشاط البدني ويعطون الأولوية لنمط حياة صحي.
5. غالباً ما يكون المسافرون الكسالى أكبر سناً، وينفقون أقل من 250 يورو لكل رحلة، ويفضلون الإقامة في منازل مستأجرة.
نظراً لأن المسافرين بدؤوا بالوصول مرة أخرى إلى بعض المناطق، فإن لدى شركات الطيران والفنادق وشركات الرحلات البحرية ووسطاء السفر فرصة فريدة لإعادة تقييم الاستراتيجية التسويقية وتسريع التعافي.
وبهدف الابتعاد عن المنافسة في عالم ما بعد الجائحة، يمكن للشركات استخدام نهج التجزئة المفرطة، وتخصيص الاستراتيجيات لكل نمط من أنماط المسافرين. وسيعتمد قادة القطاع على الأدوات الرقمية والتقنيات المخصصة، مثل التسعير الديناميكي وعروض القيمة وتجارب العملاء الشخصية لإحداث تغيير في مستوى رضا العملاء واكتساب ولائهم. ومن خلال اتباع نهج مستهدف، ستعمل الشركات على زيادة عائد الاستثمار إلى أقصى حد، وتحقيق التميز، والازدهار في عصر جديد للسفر.
* الشريك في بين آند كومباني، ميلانو، وكريم حنين، الشريك، في باين أند كومباني الشرق الأوسط.