مقال| السياحة من حديث اللحظات إلى كل الأوقات

يكتبه: د. رجب بن علي العويسي|

لعل ما يدور في ذهن البعض وهو يودع فصل الصيف بما يحمله من  فرص السفر والسياحة والتنزه، ومع عودة الطلبة إلى مقاعد الدراسة  بعد فترة انقطاع طويلة بسبب جائحة كورونا (كوفيد19)، والعودة الكاملة للموظفين في القطاع الحكومي والخاص بعد قرارات اللجنة العليا بتقليص عدد الموظفين، للحد من التجمعات في العمل، هو هل سينتهي  طرحنا للشأن السياحي الوطني بانتهاء خريف صلالة، والإجازة الصيفية التي تنشط فيها حركة السفر والسياحة حول العالم، فيشرّق الفرد فيها ويغرّب بحثا عن الاستجمام وتغيير الروتين؛ أم أن حديثنا عن السياحة والفقه السياحي لا يرتبط بفترة دون أخرى،  فقد يأخذ صيف السياحة الكثير من الحماس والاهتمام، إلا أن ذلك لن يُسقط السياحة من الذاكرة، أو يسلب التفكير وابداء الرأي والمراجعة لمتطلباتها.
الأمر في تقديرنا الشخصي يجب أن يأخذ صفة الاستدامة، وهو أمر يرجع في الأصل إلى البناء الفكري السياحي للمواطن، والفلسفة التي يقرا فيها النسق السياحي، وعلاقته بالانساق الأخرى الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفكرية والتعليمية والترويحية وغيرها،  والذي سوف يجعل من السياحة  محطة عمل مستديمة، ومنجز وطني متجدد، بما يؤكد أن  المسار السياحي الوطني يجب أن يكون حاضرا في كل الأوقات، بعمق حضوره في برامج المؤسسات، في منظومة سياحية متكاملة الأبعاد، متعددة الاهتمامات تتسم بالتنوع والمرونة، الأمر الذي يجب ان تضعه كل القطاعات المعنية في اجندتها وبرامجها، وعندها تصبح السياحة القاسم المشترك الذي  تتفاعل حوله القطاعات، واللغة الجامعة التي تتحدث بها  المؤسسات.

وعليه يبقى الدور المأمول من المرجعية السياحية الوطنية في قدرتها على رفع درجة التنسيق والتكامل مع القطاعات في ضمان تمكين البعد السياحي من الدخول في تفاصيل عملها، مثل، سياحة الطلبة، والمتاحف، والفعاليات والمؤتمرات التي تنفذها وحدات الجهاز الإداري للدولة ليضاف إليها التعريف بجماليات عُمان وموقعها في الخريطة السياحية العالمية، إذ من شأن ذلك أن يجعل من عملية التطوير السياحي ممارسة أصيلة تعزز من محور استقطاب السياحة الوافدة كأحد أهم أولويات السياحة في رؤية عُمان 2040. 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*