مقال| الشرطة السياحية في خدمة السياح

يكتبه: محمود النشيط |

إعلامي بحريني dailypr 

كثير من المسافرين للسياحة لا يعرف بأن بعض الدول لها ما يعرف بــ “الشرطة السياحية” ومهمتهم تأمين سلامة السياح في المقام الأول ومراقبة المرافق السياحية، والتفتيش على كل القطاعات التي تقدم خدمات إلى السياح بشكل مباشر أو عبر الوسطاء، ولها السلطة المطلقة في تنفيذ القانون كما إلى رجال الشرطة الآخرين إلا أن تخصصهم في مجال السياحة جعلهم على دراية بالغة بكل خفايا القضايا التي قد يشهدها القطاع.
هذا النوع من الأمن كانت إنطلاقته الأولى منذ الخمسينيات في القرن الماضي، وكانت مهماته لا تزيد على حراسة المواقع الأثرية والمتاحف، وشهد خلال السنوات الماضية تطوراً كبيراً، وزاد الاهتمام به خاصة بعد الهجمات الإرهابية التي استهدفت  السياح في مصر وتونس والجزائر والأردن، والمضايقات التي يتعرض لها السياح في المغرب وسوريا ولبنان التي كانت سنوياً مجتمعة تستقبل الملايين من السياح العرب والأجانب.
في بعض الدول هناك لباس خاص للشرطة السياحية، ومراكز إدارية وسط البلد، بينما في أكثر الدول هم بلباسهم المدني ينتشرون وسط السياح لتأمين سلامتهم، وتكون مقار عملهم غالباً أمام مداخل المواقع التي تشهد إقبالاً كبيراً من السياح عند مدخل أهرامات الجيرة، أو معابد الأقصر وحتى في منتجعات شرم الشيخ أو على شواطئ الإسكندرية في مصر، أو موقع الخزنة في البتراء أو جرش وصحراء وادي رام بالأردن، أو ساحة جامع الفنا في مراكش، أو في مدينة ليلي الأثرية بمكناس أو عند مسجد الحسن الثاني بالمغرب.
بينما تجدهم في لباسهم الرسمي عند برج إيفل في فرنسا، والمدرج الروماني بإيطاليا، ومسجد كاتدرائية قرطبة في إسبانيا، وغراد بليس في بلجيكا وتمثال الحرية في نيويورك وغيرها من المواقع السياحية الشهيرة مما حد كثيراً من الأفعال التي تزعج السياح أو تعرضهم للسرقة أو المشاكل التي يحدثها بعض من الخارجين على القانون.
مع التطور السريع في القطاع السياحي، والاعتماد عليه اقتصادياً كان لابد لموضوع الشرطة السياحية أن يأخذ هو الآخر نصيبه من عملية الإرتقاء به ومنحه صلاحيات أكثر مما كان عليه سابقاً، وإدخال في سلكه عناصر شابة مؤهلة أكاديمياً وتتقن عدة لغات كما وتعرف التعامل مع التكنولوجيا الحديثة لتسهيل مهام عملهم من دون تأخير لما يمثله خدمة السياح وسرعة إنجاز معاملاتهم من سمعة طيبة تعود على البلاد، وتعزز من فرص استقبال أفواج سياحية أكثر في ظل وجود أجواء آمنة، وجهاز خاص يحرص على أمن وسلامة السياح.
الأمن السياحي الآن هو منهج يدرس في بعض كليات السياحة، ومقرر رسمي في كليات الشرطة، وتخصص مهم بدأ يأخذ نصيبه من قبل الباحثين في دراساتهم العليا. كما حرصت العديد من الجامعات الأوروبية العسكرية والمدنية على أن يكون في مناهجها لما يحظى به من إقبال على دراسته نظرياً وعملياً عبر التعرف على التجارب السابقة والتدريب العملي في إحدى مراكز الأمن السياحي المنتشرة بالقرب من المواقع السياحية.