يكتبه: محمود النشيط |
إعلامي بحريني dailypr
على مدى أكثر من شهر لم تتوقف وسائل الإعلام المختلفة عن نشر أخبار الرحلة السياحية إلى الفضاء بعد 60 عاماً من إنطلاق أول رحلة إلى الفضاء مأهولة بالركاب، وكانت الرحلة الأخيرة التي تمت بإجراءات استعداد خاصة سبقها منافسة بين شخصيتين من أثرياء العالم، حتى فاز أحدهم وحقق حلمه بعد أن دفع 450 مليون دولار في رحلة لمدة بضع دقائق للفضاء.
هذه الرحلة السياحية الأولى فتحت آفاقاً جديدة لشركات عملاقة كثيرة لطرح أفكارها وخدماتها لاستقطاب الأثرياء في المقام الأول، بينما أعلنت شركات أخرى أنه بحلول العام 2030 سوف ينخفض سعر الرحلة حتى 2000 دولار تقريباً مما يتيح الفرصة لأكبر قدر من الناس المشاركة في هذه الرحلة.
هذا النوع من الأفكار في الرحلات السياحية ذات الصبغة الاستكشافية في عالم المغامرات له جمهوره من مختلف المستويات المادية، وسوف يلقى نجاحاً كبيراً وفق إحدى الدراسات التي قامت بها جامعة كندية بعد تحليل مخرجات صناعة السياحة في العالم، وحاجة المسافرين إلى تنوع في المعروض وبعيداً عن المألوف لتكون متعة التجربة محفوظة في الذاكرة طيلة العمر.
الرحلة السياحية إلى الفضاء لها شروط خاصة يخضع الراغبون في تجربتها إلى فحوصات طبية مطولة للتأكد من ملائمة الأجواء لصحتهم، تحديداً للتأكد بأن الاختلاف في إنعدام الجاذبية لا يخلف أضراراً على صحتهم بشكل عام سواء على المديين القريب والبعيد.
المئات الذين بادروا بالفعل لشراء التذاكر للرحلات القادمة من نساء ورجال الأعمال بدأوا الخضوع إلى التحضيرات الأولية ليكونوا النواة لبزوغ هذه السياحة الجديدة وإنتشارها سريعاً في العالم وعدم احتكارها على شركات معينة، أو شخصيات ذات نفوذ خاص لتكون متاحة للجميع من الأصحاء جسدياً وذهنياً بعد اجتياز الفحوصات الطبية.
سياحة الفضاء شهدت تجارب ناجحة وإنتكاسة في بعضها إلا أن عمليات الأبحاث والتطوير التي تقوم بها بعض الجامعات المتخصصة، ودخول بعض الشركات العملاقة الاستثمار في قطاع التصنيع الفضائي، بإشراف وكالة ناسا للفضاء حقق تقدماً كبيراً خاصة بعد النتائج الأولية التي حققتها الرحلة الأخيرة رغم العدد المحدود لركابها ووقتها القصير الذي سوف يكون أطول بعدد سياح أكثر.
هناك بعض الأخطار الصحية المترتبة على السفر إلى الفضاء كما نشر موقع بي بي سي عربي بسبب تأثير حوالي 4 دقائق سيقضيها السائح خارج الغلاف الجوي ويكون تأثيرها عند العودة إلى الأرض الشعور بكل شيء ثقيل، وربما فقدان الوعي مع دوار الحركة والشعور بالإعياء، بالإضافة إلى فقدان الجسم للسوائل والشهية مع آلام بالظهر.