يكتبه: د. رجب بن علي العويسي|
يمثل المتحف الوطني ميزة تنافسية كبيرة للسلطنة ثقافياً واقتصادياً وسياحياً، كونه حلقة الوصل بين ماضي عُمان العريق وتاريخها المشرق ومستقبلها الزاهر، بما يضمه في قاعاته من محطات جسدت التاريخ العماني، وأعطت صورة مكبرة للأجيال القادمة بكل التفاصيل الحياتية في عُمان السياسة والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتعليمية والحضارية والدينية في حقب التأريخ المختلفة، ونهضة عُمان الحديثة.
والحديث عن البعد السياحي لهذا المتحف أكبر من اختصاره في كلمات، أو تناوله في مقالات، فإن الصورة العامة التي يقدمها التراث والتاريخ والأرض والإنسان والبناء والعمران، تمثل اليوم بعداً استراتيجيا للسياحة، وتعطي صورة أكثر اشراقة في الاستمتاع بالروايات والقصص والأحداث وسرد ما يدور فيها من مواقف لتشكل نموذجاً عملياً للسياحة التراثية والثقافية التي أصبحت اليوم أحد أهم مجالات السياحة الواعدة حول العالم، وشواهد اثبات على ما سطره الإنسان العماني في عصور التاريخ وحقبه المتعاقبة من حضور في عرصات العطاء، ومنهجيات البناء، معرجا على التحديات والظروف وقساوة الطبيعة، لتشكل جميعها محطات يستقرأ فيها السائح نماذج من العطاء المتفرد الذي يحلق به في فضاءات الكون الواسعة وحقب التاريخ المتباعدة.
إن من بين الجوانب التي تصنع الفارق، واستحقاقات المستقبل الواعد لهذا المتحف، هو تشريفه بمجموعة فريدة من المقتنيات السلطانية لجلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور، طيب الله وثراه، والتي خصص المتحف لها قاعة متكاملة، وما يوفره ذلك من قيمة مضافة للمتحف تعكس حب العالم اجمع لهذا القائد العظيم، وما عرفه عن جلالته من جماليات الذوق، وأناقة الروح والمظهر، وسخاء اليد وكرم النفس، وحبه للتاريخ والتراث والفنون، لتجسد المقتنيات السلطانية في روعتها ورونقها وتفردها روح التغيير في النفس وحب الاستمتاع وشغف الاطلاع على هذه المقتنيات.
أخيرا يشكل المرسوم السلطاني (49/ 2021) بنقل متحف المدرسة السعيدية للتعليم من وزارة التربية والتعليم إلى المتحف الوطني بالمستوى التنظيمي ذاته، رافداً جديداً للمتحف واضافة نوعية تعزز من اتجاهه نحو الابتكارية والتجديد والترويج والمنافسة، واثبات بصمة حضور له في الخارطة المتحفية والسياحية بالسلطنة وعلى مستوى المنطقة والعالم.