مقال| الترويج السياحي على القنوات الفضائية


يكتبه: محمود النشيط |

إعلامي بحريني – dailypr

تمثل القنوات الفضائية منصة مهمة، بجانب المنصات الإعلامية الأخرى المسموعة والمقروءة ولا يمكن في الزمن الحديث الإستغناء عن مشاركة منصات التواصل الاجتماعي المختلفة من إشراكها في عملية الترويج السياحي حتى تصل الرسالة إلى الجميع وهو الهدف المنشود.
من يتابع القنوات الخليجية بالتحديد حالياً، يجد محدودية البرامج السياحية رغم العدد الكبير لهذه القنوات، مع العلم والحق يقال بأن البعض من هذه القنوات أو الموجات الإذاعية لها برامج أسبوعية مباشرة، إلا أن الترويج لهذا الجهد رغم غزارة المادة التي تعرض فيها محدود جداً وهي تبث بشكل مباشر.
جانب آخر من برامج القنوات هو إعادة بث حلقات صورت في زمن ما قبل الجائحة التي غيرت كثيراً في مسار الحياة السياحية، وأحدثت طرقاً واشتراطات عديدة يمكن أن تحدث لبساً عند المشاهد الذي تعجبه المادة المعروضة وينسى بأنها صورت في أجواء بلا “كورونا” أي بلا إحترازات صحية مشددة.
تعجبني كثيراً برامج الترويج السياحي التي فيها حوار هادف مع عدة أطراف متخصصة كما قدمته إحدى القنوات العربية من منطلق الطبخ لكل منطقة مع التعرف على العادات والتقاليد وإبراز الحياة العامة بعدة زوايا. وكان للصورة أن تكون متكاملة أيضاً لو تم تسليط الضوء بكل شفافية على السلبيات حتى لا يصعق السائح بها عند زيارة المنطقة أو يأخذ الاحتياطات اللازمة بدل أن يرجع بإنطباع سيئ على البرنامج والقائمين عليه، والمكان الذي كان يتوقع أنه الاختيار المناسب.
يحتاج معدو البرامج السياحية بكل أنواعها في الإعلام الترويجي أن يحرصوا على نقل الواقع كما هو، كما تلتقط عدسة المصور الموقع بكل التفاصيل. وأن تأخذ المعلومة مباشرة من المعنيين المباشرين للمهنة وليس من موظفي العلاقات العامة الذين يمارسون مهام عملهم في إبراز الوجه الناصع أمام المنافسين، وأن تكون كلماتهم في وصف المكان تسحر المشاهد المتعطش للترفيه والاستجمام.شركات الإنتاج كثيرة في العالم مهمتها خلق أفكار ترويجية للسياحة، وتستخدم التقنيات الحديثة لإبراز المعالم الجمالية من أعلى الجبال بأصوات الطيور حتى قاع البحار مع ضجيج الأمواج، والخدمات الفندقية وفي الشاليهات بأرقى الصور، بل حتى إنها تستطيع أن تجعلك تنتعش من منظر العصير في الطقس الحار على حمام السباحة أو الشاطئ من دون أن تشرب منه، وتشعر برائحة الشواء في السهرات الفنية مع الأنغام الموسيقية وكأنك حاضر فعلياً بفضل عمليات المونتاج المتطور الذي يساعد كثيراً في نجاح البرامج المعروضة على الشاشات.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*