القدس المحتلة – العمانية |
تواجه المعالم الأثرية والتاريخية والأماكن السياحية في مدينة سلفيت ومحيطها وسط الضفة الغربية التوسع الاستيطاني والاستيلاء على المعالم الأثرية الماثلة في المنطقة، إذ تنتشر 23 مستوطنة وتجمعاً سكانيًّا إسرائيليًّا بين ثمانية عشر تجمعًا فلسطينيًّا في الأراضي الفلسطينية في المنطقة مطوقة بالمستوطنات، حيث تم الاستيلاء على المراكز التاريخية والتي تعود إلى حقب زمنية متعددة كانت سكنت المنطقة منها آثار تعود إلى الزمن البيزنطي والروماني والعثماني.
وقال منتصر موسى مدير دائرة الآثار والسياحة في محافظة سلفيت لوكالة الأنباء العُمانية إن معظم المناطق الأثرية في المحافظة تقع ضمن المنطقة المصنفة (b) ما يعني أنها تخضع لسيطرة أمنية وعسكرية إسرائيلية، وبالتالي لا يسمح للفلسطينيين بدخولها أو الانتفاع من هذه المعالم الأثرية سياحيًّا للصالح الفلسطيني.
وأضاف أنه في أواخر العام 2020 تمت مصادرة موقعين أثريين بشكل كامل هما “دير سمعان” و”دير قلعة” ويعود تاريخهما إلى الحقبة البيزنطية.
وأوضح أن الموقعين الجميلين أخضعا للحفريات الإسرائيلية في نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات وصودرا بالكامل لتنمية التوسع الاستيطاني في المنطقة، حيث جثمت مستوطنتا ليشيم وعالية زهاف فوق الآثار التاريخية الظاهرة في المكان وهي آثار تعود للحقبة الرومانية والعصر البرونزي.
وبيّن أن موقع “دير سمعان” موقع أثري بالكامل يتميز بالفسيفساء الملونة وهو ذو أسوار عالية تصل إلى ارتفاع 4 أمتار، وغرف عديدة إلى جانب المعاصر التاريخية التي تعود بتاريخها للزمن الروماني وبرك رومانية. أما ” دير قلعة ” فهو من أهم المناطق الأثرية في سلفيت حيث الفسيفساء التي تغطي أرضية الأماكن عالية الأسوار سميكة الجدران لكن أهم ما يميز دير قلعة هي بركة الماء الكبيرة بطول 13 مترًا وعرض ستة أمتار وعمق خمسة أمتار وهي تعد كبيرة بالنسبة لبرك الماء التي كانت تُبنى في ذلك الوقت إذ أنها كانت تستخدم لري المحاصيل الزراعية وخاصة العنب والزيتون.
وأشار إلى أن المعاصر الأثرية التي لا زالت ماثلة إلى يومنا هذا كانت تستخدم لعصر النبيذ والزيتون، وهي معاصر من الزمن البيزنطي في مدينة سلفيت بأصل تسميتها الكنعانية وتعني باللاتينية سلة العنب وهو اسم مكون من مقطعين (سل فيت)، وتقع المدينة على تلة جبلية يحيط بها واديان شهيران هما وادي الشاعر ووداي عين المطوي وهما من أكبر الوديان في فلسطين.
وقال إن المنطقة سكنتها أغلبية مسيحية إبان الغزوات الصليبية ولكن مع تعاقب الحضارات التي مرت على فلسطين سكنت المنطقة أكثر من عشرين حضارة، ابتداءً من الكنعانية وانتهاءً بالعثمانية بسبب وقوعها على الطريق التجاري الرئيسي الذي كان يمر بفلسطين، بالإضافة إلى موقعها الجبلي المميز حيث احتلت الأديرة التاريخية معظم قمم التلال المحيطة بسلفيت وكانت بذلك مواقع استراتيجية جعلت من هذه الأديرة محط طمع للاحتلال الإسرائيلي الذي أقام مستوطناته حولها.
وأوضح منتصر موسى مدير دائرة الآثار والسياحة في محافظة سلفيت أن شكل المباني الأثرية في سلفيت يعود بأنماطها المعمارية إلى العهد المملوكي والعثماني، وهما متشابهان إلى حد كبير حيث تمتاز بوجود الأحواش (وهي ساحات كبيرة واسعه تربط عدة أبنية) جدران سميكة تعتليها عدة أقواس، أيضاً ما كان يعرف بالراوية (وهي عبارة عن غرف صغيرة أسفل الأبنية كانت تستخدم لتخزين الأطعمة).
وأكد أن أهم التحديات التي تواجهها المدينة اليوم التوسع الاستيطاني ومصادرة الأراضي التي تضم الأماكن الأثرية.