يكتبه: محمود النشيط |
إعلامي بحريني – dailypr
بعيداً عن الأرقام الفلكية التي تكبدها القطاع السياحي من خسائر كبيرة بسبب تداعيات الجائحة في كل العالم، إلا أن بداية خروجه من الإنعاش لمن بقى مقاوماً لحد الآن قربت، ويحتاج إلى فترة تأهيل مكلفة بعض الشيء للتعافي التام، والتغلب على الأضرار التي خلفتها الأزمة.
العودة لن تكون سهلة لدى البعض، بينما سلسة لمن كان يملك الخبرة الطويلة في القطاع، وأستفاد من دروس الأزمات الماضية، وأخذ الاحتياطات في بداية الجائحة للتقليل من الخسائر التي مني بها الكثير مما أستدعى خروجه من السوق، محملين بالديون الثقيلة.
عودة السياحة التي بدأت ملامحها في بعض الدول نجدها بخطى السلحفاة الحذرة من أي إنتكاسة جديدة في ظل التحورات التي يشهدها فيروس كورونا، وبعض منها أشد من الفترة السابقة مما خلف ضحايا أكثر رغم الجهود الكبيرة في عمليات أخذ اللقاح، وإشتراطات المطارات مع احترازات الفنادق وهي ربما مؤشرات تعزز الأطمئنان للسفر أكثر.
السياحة تحتاج أن تصرف عليها الآن مبالغ كبيرة، وتستحدث طرقاً ترويجية، وتبث أخباراً مطمئنة، مع استعراض جهودها الوقائية وغيرها من أمور، ويشترك في ذلك طبعاً القطاعين الخاص والعام من أجل أن يساعدهم ذلك العودة إلى طريق المنافسة في استقطاب السياح رغم ما يمتلكونه من مقومات جاذبة كانت لسنوات ماضية محل قبول عند سياح الداخل والخارج.
الكثير من الدول التي تعتمد في اقتصادها على السياحة وكانت الجائحة عليهم تأثيرها كبير وشديد كبدتهم خسائر لم تكن في الحسبان، مع خسارة الألاف من العاملين في القطاع وظائفهم، بدأوا فوراً بعمليات الترويج لجذب السياح من جديد لتعويض خسائرهم، مستفيدين من كل الوسائل التي تمكنهم من الظهور إعلامياً بالقوة التي كانوا عليها، مستفيدين كذلك من التسهيلات التي قدمتها الحكومة لهم من أجل التعافي والعودة إلى الإنتاج الذي يعود بالتالي بالنفع على الجميع.
الأرقام التي كانت تسجل أرباحاً، أو التي سجلت خسائر، لن ينفع البكاء عليها، وإنما الآن يجب دراسة التكلفة المطلوبة للعودة من جديد فوراً، والبحث عن طرق تمويلية مساندة للخروج من الإنعاش إلى الإنتعاش السياحي الاقتصادي كما تتطلبه المرحلة الحالية لحجز جمهور من السياح في صيف هذا العام، بدل خسارتهم والإنتظار للموسم القادم بتسجيل خسائر إضافية بدل التقليل منها.