يكتبه: محمود النشيط *|
سنوات طويلة ورحلات العلاج مقصورة على دول معينة في أوروبا أو شرق آسيا ومؤخراً نشطت في دول الشرق الأوسط، إلا أن دول مجلس التعاون الخليجي تمتلك مقومات عديدة جعلت من خدمة الطبابة رحلة سياحية، وعمدت إلى تفعيل السياحة العلاجية بشكل يتناسب ومكانتها العالمية من خدمات ومرافق.
وتشير الإحصائيات إلى أن أفضل الوجهات السياحية الخليجية قد حصدت خلال العام 2020 – 2021 مراتب متقدمة فكانت مدينة دبي الأولى عربياً، والسادسة عالمياً، بينما حصلت أبوظبي الثانية عربياً، والتاسعة عالمياً. وجاءت سلطنة عُمان الثالثة عربياً و13 عالمياً في الوقت الذي كان موقع مملكة البحرين السادس عربياً و 32 عالمياً.
أما المملكة العربية السعودية التي تشهد طفرة سياحية وأقتصادية كبيرة ويؤمل تصدرها مستقبلاً فقد حلت 7 عربياً، و35 عالمياً، بينما دولة قطر فقد حلت 10 عربياً، و39 عالمياً، ودولة الكويت 12 عربياً و45 عالمياً وكل هذه النتائج تجعل المتابع يدرك بأن تقدم دول مجلس التعاون لهذه المستويات مؤشرات إيجابية تنعكس في المقام الأول على شعوبها صحياً وتوفر الخدمات الطبية في مستشفيات متقدمة تستخدم أرقى الأجهزة في التشخيص وتوفر أجود الخدمات والأدوية.
إن السياحة العلاجية قطاع واعد، ومدخول اقتصادي جديد، واهتمام كبير من المستثمرين سوف يعزز الأمر كثيراً. وإن حرص الحكومات على تقديم التسهيلات يساهم في توفير الخدمات الطبية بمختلف التخصصات ووجود مستشفيات متكاملة، والعمل على التسويق الصحيح، والترويج الإقليمي والعالمي سيجعل المنطقة رائدة لهذا القطاع كما هو الحال عند بعض الدول التي أكتسبت سمعة طيبة خلال السنوات الماضية.
خدمات هذا القطاع تكون إيجابياتها كبيرة جداً ليست مالية فقط، وإنما سمعة طيبة تساهم في عدة أمور أخرى، وإن التساهل أو الفشل لا قدر الله تكون عواقبه وخيمة ليس فقط على المستشفى الذي أستثمر وإنما على سمعة البلد كلها، ولذلك نجد أن الترخيص لمثل هذا الاستثمار يحتاج ضمانات كثيرة وكبيرة، والوقت الكافي للخروج بقرار الموافقة حتى وأن أزعجت هذه الإجراءات بعض المستثمرين سواء أفراد أو شركات.
أستقطاب السياح إلى البلد لابد أن يمر بعدة بروتوكولات حقيقية، وليست كلمات ذات بهرجة تروجية بعيدة عن الواقع، وهذا الأمر يكشفه مفتشي السياحة الذين تكون إجراءاتهم صارمة في الوضع العادي، فما بالكم في قطاع حيوي ومهم مثل السياحة العلاجية الذي يتعلق بسلامة وحياة الناس.
- *إعلامي بحريني – Inst: dailypr