صحار – العمانية |
تمثّل الحياة الفطرية بولايات شمال الباطنة مجالا خصبا لمحبّي وهواة التصوير الضوئي لما تزخر به من تنوّع في الكائنات الحيّة التي تنتشر بين سهولها وجبالها، ومن هنا جاء الشغف لدى راشد بن سيف المقبالي في توثيق الحياة الفطرية في ولايات شمال الباطنة التي بدأها من ولاية صحار، واستطاع عبر عدسته الضوئية أن ينشر صورا ومقاطع مصوّرة عبر منصات التواصل الاجتماعي لعدد من الحيوانات البرية والطيور وغيرها وتعريف المجتمع بها، وصولا إلى العالمية عبر نشر العديد من صور تلك الحيوانات في أحد المواقع العالمية المتخصصة في هذا المجال وهو “ناشيونال جيوغرافيك”.
تنوع كبير
وفي حديثٍ مع وكالة الأنباء العُمانية، أشار المقبالي إلى أنّ دخوله مجال التصوير كان منذ الصغر، إلّا أنّه توجّه تحديدا إلى تصوير الحياة الفطرية بشكل احترافي منذ ما يقرب من سنة ونصف السنة تحديدا عبر أدوات ومعدات خاصة بذلك، كثّف من خلالها رصد وتصوير التنوُّع الكبير للحياة الفطرية في صحار وولايات شمال الباطنة الأخرى.ويضيف: إنّ خدمة الوطن تكون بعدة طرق وتصوير الحياة الفطرية هي إحدى هذه الطرق، فرأيتُ أن أُركّز عملي في هذه الولايات بشكل خاص وليس على العموم، فلديَّ خطط للتنقل في كل مناطق ومحافظات للسلطنة للتصوير، بالإضافة إلى ذلك فإنّ ولايات الباطنة بها الكثير من كنوز الحياة الفطرية التي من المفترض أن يتم إظهارها للجميع.
مسيرة
وعبر مسيرته في رصد الحياة الفطرية استطاع المقبالي رصد عدد من الحيوانات النادرة في الحياة البرية في السلطنة بشكل عام وشمال الباطنة بشكل خاص ويقول عن ذلك: صوَّرت الكثير من الطيور والزواحف والحيوانات بعدة طرق منها بالكاميرات الاحترافية أو الكاميرات “الفخية” ومنها قط “جوردون” البري وثعلب بلانفورد، وما زالت لديّ الخطط للبحث عن حيوانات نادرة أو يُعتقد أنها اختفت من هنا، كما تمّ رصد وتصوير العديد من الطيور المهاجرة إلى السلطنة وأيضا الحيوانات البرية الأخرى كالقوارض بمختلف أنواعها، فالحياة الفطرية في السلطنة ثرية متنوّعة.وعن المعلومات التي ينشرها المقبالي مع صوره عن الحياة الفطرية فإنّه يجوب الكُتب والمراجع المتخصّصة للتأكد منها، كما أنّه يحصل على تلك المعلومات عبر البحث على الشبكة العالمية للمعلومات “الإنترنت” إضافة إلى المصوّرين المحترفين الذين سبقوه في هذا المجال من السلطنة وخارجها.
تجربة رائدة ويعتبر راشد المقبالي أنّ نشر صورٍ له عبر “ناشيونال جيوغرافيك” تجربة رائدة يسعى لها جميع المصوّرين ويقول: أعتقد أنّ جميع المصوّرين يهدفون لظهور صورهم في مواقع ومنشورات ناشيونال جيوغرافيك وأعُدّها خطوة مهمّة في مساري الاحترافي لتصوير الحياة الفطرية.
ليس هذا فحسب بل يجد راشد المقبالي التفاعل مع صوره عن الحياة الفطرية التي ينشرها عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع المتخصصة في هذا المجال، ويعلّق على ذلك بقوله: الكثير من التشجيع وجدته من الناس المهتمّين بالحياة الفطرية، فدائما ما أجد الإشادة والتحفيز منهم، وأيضا هناك تفاعل إيجابي من البعض من خارج السلطنة عبر المنصات الإلكترونية التي أنشر صوري عليها.
جهود
وبالنظر للجهود التي يبذلها راشد المقبالي في توثيقه للحياة الفطرية في شمال الباطنة وولايات السلطنة الأخرى فكان لها محل تقدير من قِبل عدة جهات رسمية مهتمّة بهذا الجانب؛ للاستفادة من عمله، ويتحدّث عن هذه المؤسسات ويقول: حتى الآن تواصلت معي جهتان بشكل حصري وهما مركز توليد الحيوانات البرية العمانية التابع لشؤون البلاط السلطاني لرعاية قط جوردون البري الذي صوّرته في جبال صحار، وأيضا قناة الوصال لإعداد تقرير عن سنجاب النخيل الهندي، وهذا التقرير وجد الكثير من الصدى في السلطنة.
شغف
ولم يتوقف شغف وطموح راشد المقبالي عند هذا الحد بل له خطط مستقبلية عن توثيق الحياة الفطرية ويقول عنها: لديّ مجموعة من الأهداف والطموحات المستقبلية في مجال الحياة الفطرية ومنها إقامة معرض تعريفي بالحياة الفطرية في السلطنة، إضافة إلى نشر كتاب عن هذه الحياة البرية.