يكتبه: حمدان بن علي البادي |
تنشط السياحة المحلية الداخلية في الأيام التي تسبق العيد وتلك التي تأتي بعده والحركة بين المحافظات وعودة الناس إلى مرابعهم الأولى حيث دفء العائلة والأسرة من الذين اضطرتهم الظروف للانتقال والإقامة في محافظات أخرى، وهي الحركة التي لا يمكن أن تحول دونها كل القرارات فما بالك بالعيد واحتفالاته حيث يكون لها طعم مختلف ونحرص أن نتشاركها مع من نحب.
كيف الحال، بعد أن اتضحت الصورة التي سيكون عليها أسبوع العيد في السلطنة وبها من المغريات ما لا يمكن مقاومته حيث العمل عن بُعد وحرية الحركة في كل الاتجاهات حتى غروب الشمس والطقوس الاحتفالية التي تسبق العيد وتجهيزاته وقد ازدانت هذه الأيام بالأخدود الماطر الذي تتعرض له أغلب محافظات السلطنة وما تركه من أثر تصعب مقاومة ولن يكون ذلك سهلاً ما لم نستشعر المسؤولية الشخصية وإعادة صياغة العادات التي اعتدناها في كل عيد بما يضمن سلامتنا أولاً.
كيف الحال، وهبطات العيد والأسواق الشعبية والمجمعات التجارية لن تكون متاحة ومعها محلات الخياطة وملابس العيد مع يقيني بأن الحركة التجارية ستنشط خارج هذه الأسواق ولن يحول هذا القرار دون حصول الناس على مشترياتهم حتى وإن كانت خدمة توصيل الراشن للمنازل متاحة طوال الوقت وهي خدمة كفيلة بأن تحول دون حالة الهلع التي ستصيب الأسواق في الأيام التي تسبق الغلق.
كيف الحال، والفيروس يواصل حصد ضحاياه والأرقام التي ترصدها وزارة الصحة خير واعظ بضرورة عدم الاستهانة بالمرض حتى وإن كانت نسبة التحسن تؤشر بالإيجاب وهذا يجب ألا ينسينا الفيروس وشراسته وعلينا أن نحول دون وصل الأحبة وأن نقاوم الرغبة في منح أنفسنا استثناءً خاصا لنلتقي بمن نحب في ظل هذه الجائحة وألا نبيح لأنفسنا المحظورات التي حددتها اللجنة.
كيف الحال، والناس قد اعتادت في كل عيد أن تخرج للسياحة والترفيه يتزاورون ويقيمون ولائم أعيادهم حتى وإن كانت اللجنة قد أكدت على تجنب ذلك وتوعدت بالعقوبة لمن يخالف وفي كل الأحوال الحرص والالتزام يجب أن يكون حاضرا وأن نستشعر المسؤولية الشخصية خاصة في حالة ارتياد الأماكن السياحية وعُمان بها من المساحات الشاسعة ما يستوعب الجميع من دون التكدس في أماكن معينة.
وفي الأخير يجب أن نتذكر أن تداعيات كورونا حاضرة بيننا وفي كل بيت هناك غائب قد رحل من دون أن نتمكن من وداعه وأخر لايزال يقاوم المرض وثالث فقد وظيفته ويستقبل العيد من دون أن يتمكن من معايدة اطفاله وآخرون في خط الدفاع الأول لحمايتنا، لهؤلاء وغيرهم ولأرواحنا ومن نحب يجب أن نكون على حذر وهذه الأيام ستمر وسيعود العيد ونحن في أحسن حال.