يكتبه: يوسف بن أحمد البلوشي |
خسائر كبيرة تكبدتها قطاعات عديدة ليس في السلطنة فحسب بل في كل دول العالم، جراء جائحة كورونا “كوفيد 19″، لكن يعتبر قطاع السياحة والسفر أكثر القطاعات تأثراً مع توقف رحلات السفر ومنع دخول السياح إلى كل دول العالم وهو الموسم الثاني الذي تدخل فيه هذه الأزمة حلقتها المغلقة.
قطاع السياحة في السلطنة تراجع بنسبة 40 % ممثلا في قطاع الفنادق والمطاعم بسبب جائحة كورونا، وهو تراجع كبير من 308 ملايين ريال في عام 2019، إلى 185 مليون ريال في 2020. ونقيس ذلك أيضا على قطاع الفنادق الذي تضرر كثيرا بسبب حالات الإغلاق وتوقف رحلات الطيران منذ مارس 2020، وإلى اليوم أصاب هذا القطاع الشلل التام.
ورغم محاولات الانعاش الداخلي عبر الترويج للسياحة الداخلية في كثير من البلدان ومنها السلطنة إلا أن نسبة الإشغال كانت متذبذبة إلى حد ما، بسبب كثير من الظروف التي صاحبت حركة السياحة الداخلية منها ضعف البنية الأساسية والخدماتية لقطاع السياحة في السلطنة والتي يحتاجها الزوار والسياح والذي كانوا ينادون بها طوال السنوات الماضية مع غياب الخدمات الترفيهية وكذلك ارتفاع أسعار الفنادق والغرف الإيوائية في السلطنة مقارنة مع دول مجاورة متعللين بقلة المعروض مع زيادة الطلب عكس ما هو في دول أخرى التي لديها فائض من أعداد الغرف.اليوم يجب علينا أن نضع خطة استراتيجية تعيد انتعاش هذا القطاع محليا قبل الحديث عن موضوع السياحة الخارجية القادمة الينا لاننا سنظل مع هذا الوضع لسنوات مع تخوف الناس من السفر على الأقل مع السنتين المقبلتين.
لذا فإنه من المهم أن نعيد ترتيب السياحة الداخلية عبر فعاليات وخدمات ترفيهية نقدمها للسياح في الداخل حتى نعيد الثقة لهم ولنبدأ مع بداية موسم الخريف في حال تمت الموافقة على عودته هذا العام في ظل ظروف جائحة كورونا التي تلف العالم مرة تلو الأخرى.
لدينا مكنونات وكنوز سياحية لكنها تحتاج إلى خطة ترويجية وتسويقية من الداخل وإيمان قوي بأن السياحة الداخلية والسائح المحلي هو الداعم الأول لعودة النشاط السياحي في مرحلة بعد “كوفيد 19”.