مسقط – العمانية |
تزخر ولاية صحار بمحافظة شمال الباطنة بالعديد من الأسواق التراثية والشعبية إلى جانب الحديثة منها لأنها ذات تاريخ قديم في التجارة المحلية والدولية.
وقال الدكتور خالد الخوالدي مدير دائرة الاعلام والعلاقات العامة في بلدية صحار في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية: إن من أهم الأسواق التي تشتهر بها الولاية: سوق صحار بمنطقة الحجرة؛ فهو رمز تجاري من رموز الولاية ومنه انبثقت الأهمية التجارية لصحار قديما فكان سوقا تجاريا مرتبطا بميناء تجاري مكملين لبعض الأمر الذي ساعد لإعادة هذا السوق إلى الواجهة وإحيائه مرة أخرى وبناء سوق جديد يتماشى مع حركة التطوير في الولاية.
تصميم السوق
وأضاف أن بلدية صحار قامت بعمل تصميم للسوق بمواصفات قريبة نوعا ما من السوق القديم واضعة في الاعتبار التطورات الحضارية التي شهدتها الولاية حيث تم مزج الماضي التليد مع الحاضر المشرق ليخرج السوق بحلة جديدة.
وأوضح بأن المبنى الرئيس لسوق صحار بمنطقة الحجرة يتكون من طابقين، فالأرضي منهما يحتوي على (26) محلا تجاريا، والطابق الأول يتكون من مطعمين ومعرض يحتوي على مجموعة من الصور التي تروي أحداث تاريخية لولاية صحار إلى جانب مجموعة من الكتب تتحدث عن السوق وأهميته ودوره في الحقبة الماضية والصكوك القديمة التي كان التجار يتعاملون بها في الحقب التاريخية السابقة، وحفاظا على النمط الهندسي العمراني الذي تشتهر به السلطنة تم استخدام نمط العمارة العمانية المستوحاة من التراث العماني خاصة نمط قلعة صحار والعمارة الحديثة للأسواق العربية.
وتطرق إلى أن تصميم مكونات السوق صمّمت باستخدام الأبراج والحجارة المحلية المعمول بها في الأسواق التقليدية القديمة كسوق نزوى وغيرها من الأسواق المعروفة في السلطنة.
4 بوابات
وأشار إلى أن للسوق أربع بوابات هي البوابات السابقة نفسها والتي كانت تمثل مداخل السوق القديم وهي بوابة الطريق البحري (الكورنيش) من الجهة الشرقية، وبوابة السوق من الجهة الغربية، وبوابة الخور من الجهة الشمالية إلى جانب بوابة الفرضة من الجهة الجنوبية وتم ربط المحلات التجارية القائمة حاليا بمظلات مغطاة تربطها بالسوق الرئيس لمشاركتها في الحركة التجارية وتفرعها لجميع المحيط التجاري الحيوي للسوق.
وقال الدكتور خالد الخوالدي مدير دائرة الاعلام والعلاقات العامة في بلدية صحار: إن موقع السوق الذي قامت بلدية صحار بإنشائه هو الموقع القديم نفسه الذي كان يتميز بطبيعة الحال بقربه من شاطئ البحر والميناء الذي كان همزة الوصل بين التجار وبين السوق حيث كانت تصل المؤن والبضائع إليه بسهولة ويسر ومن مختلف دول العالم.
أهمية خاصة
وأضاف أن وجود قلعة صحار التاريخية بالقرب من السوق شكل أهمية حيث كانت بعض القلاع بمنزلة مقر للحكم وبالتالي دائما ما تزدهر المناطق الموجودة حولها وفي العهد الزاهر اكتسبت المنطقة المحيطة بالسوق أهمية خاصة من خلال وجود مكتب والي صحار وجامع السلطان قابوس والسوق المركزي للأسماك الذي بني على شكل سفينة للدلالة على الدور البحري والتاريخي للولاية، كما مثل الطريق البحري (الكورنيش) مصدرا آخر لإقبال الناس على هذه المنطقة وشكل وجود هذه العناصر التاريخية معا في مكان واحد زخما عمرانيا .
وأشار إلى دور الذي يمثله سوق القلعة للتجارة والحرف التقليدية فقد تم بناؤه بمكرمة سامية من السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور، طيب الله ثراه، تشجيعا لتطوير المهن الحرفية وتنميتها والصناعات التقليدية التي اشتهرت بها السلطنة منذ القدم.
وأشار إلى أن السوق يقع بالقرب من قلعة صحار التاريخية وهو مجاور لجامع السلطان قابوس بالولاية وتحديدا بمنطقة الحجرة وتبلغ مساحته الإجمالية (9000 ) متر مربع ، وشُيّد على الطراز المعماري الإسلامي، وتم افتتاحه في عام 1999م، وقد كانت تبعية السوق إلى بلدية صحار ثم تحولت التبعية الى الهيئة العامة للصناعات الحرفية وحاليا لوزارة التراث والسياحة.
وبين أن سوق القلعة للتجارة والحرف التقليدية من المعالم الحضارية يحتوي على العديد من التحف والمنتوجات الحرفية والتقليدية إلى جانب المنحوتات الفنية ويرتاد السوق الكثير من الوفود السياحية والزوار من مناطق السلطنة المختلفة وخارجها.
سوق الجمعة
وتطرق مدير دائرة الاعلام والعلاقات العامة في بلدية صحار إلى سوق الجمعة الذي يقع بمنطقة الوقيبة وجاء اسمه من اليوم الذي يقام فيه فقد أتت فكرة إنشائه من طابع تقليدي حيث كان الناس يجتمعون في هذا اليوم الذي يعد عيدا مصغرا ويمثل وقتا مناسبا للجميع ومتنفسا لهم ويقومون بعرض ما يودون بيعه من مواش محلية وأعلاف الحيوانات والتمور والأسماك الجافة وغيرها من المعروضات التي كان الإقبال عليها كبير.
وأكد حرص بلدية صحار على صيانة وترميم وتأهيل سوق الجمعة ذي المكانة التاريخية والإرث الحضاري لدى أهالي ولاية صحار بعد نقل أنشطة السوق السابقة إلى السوق الجاف المهيأ بكافة الخدمات التي تتطلبها مثل هذه الأسواق، والخطة التشغيلية لإعادة تفعيل سوق الجمعة تضمنت أمكانية بيع المنتجات المحلية وبيع الأغنام المحلية وبيع المأكولات الشعبية وبيع السعفيات وبيع الفخاريات وبيع الطيور والأرانب وبيع منتجات الموروث الشعبي وبيع الحلوى العمانية وبيع المنتجات الزراعية المحلية، وتم العمل به حتى جاءت جائحة كورونا وتوقف العمل في السوق.
الجدير بالذكر أن هناك سوق شعبي نسائي قديم وما زالت النساء في صحار يحافظن على رونقه وخصوصيته من خلال طريقة العرض أو من خلال المواد المعروضة التي تغلب عليها المنتجات التقليدية على اختلاف أنواعها، والكثيرون قد لا يفرقون بين هذا السوق والسوق التجاري بالهمبار حيث يتداخلان كأنهما سوق واحد.